يتراءى كوكباً ذا ذنب ... فإذا جد فسهما ذا مضاء
فإذا جاز الثريا للثرى ... جر كالطاووس ذيل الخيلاء
يملأ الآفاق صوتاً وصدى ... كعزيف الجن في الأرض العراء
أرسلته الأرض عنها خبراً ... طن في آذان سكان السماء
يا شباب الغد وأبنائي الفدى ... لكموا أكرم وأعزز بالفداء
هل يمد الله لي العيش عسى ... أن أراكم في الفريق السعداء
وأرى تاجكمو فوق السهى ... وأرى عرشكمو فوق ذكاء
من رآكم قال مصر استرجعت ... عزها في عهدها خوفو ومناء
أمة للخلد ما تبنى إذا ... ماني الناس جميعاً للعفاء
تعصم الأجسام من عادي البلى ... وتقى الآثار من عادي الفناء
إن أسأنا لكم أو لم نسيء ... نحن هلكي فلكم طول البقاء
إنما مصر إليكم وبكم ... وحقوق لابر أولى بالقضاء
عصركم حر ومستقبلكم ... في يمين الله خير الأمناء
لا تقولوا حطنا الدهر فما ... هو إلا من خيال الشعراء
هل علمتم امة في جهلها ... ظهرت في المجد حسناء الرداء
باطن الأمة من ظاهرها ... إنما السائل من لون الإناء
فخذوا العلم على أعلامه ... واطلبوا الحكمة عند الحكماء
وافرأوا تاريخكم واحتفظوا ... بفصيح جاءكم من فصحاء
أنزل الله على ألسنهم ... وحيه أعصو الوحي الوضاء
واحكموا الدنيا بسلطان فما ... خلقت نضرتها للضعفاء
واطلبوا المجد على الأرض فإن ... هي ضاقت فاطلبوه في السماء
ولما رأى سكان المقدس طياراً فرنسياً يهبط لأول مرة مدينتهم، أخذتهم الغيرة القومية، ونهضت في نفوسهم الحمية، فاجتمعوا على تقديم طيارتين إلى الجيش العثماني، ليطير بهما ضابطان فوق سماء البوسفور نافذين إلى سماء الأرض المقدسة، فقرر القائد أنور باشا ناظر الحربية العثمانية أن ينفذ طيارة من الآستانة إلى مصر حتى لا يكون العثمانيون