للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أخ لي طوى كشحاً فقلت له ... إن انطواءك عني سوف يطويني

إني لأنظر فيما كان من إربي ... وأكثر الصمت فما ليس يعنيني

لا أبتغي وصل من يبغي مقاطعتي ... ولا ألين لمن لا يبتغي ليني

واتفق أن عروة وفد هو وجماعة من الشعراء إلى هشام بن عبد الملك فتبينهم فلما عرف عروة قال ألست القائل: لقد علمت: الأبيات

فاظرق عروة ملياً ثم خرج من فوره ذلك فركب ناقته وخرج إلى الحجاز فافتقده هشام فلم يره وسأل عنه فقيل له راح إلى الحجاز فندم على ما كان منه وقال أنه شاعر ولسنا نأمن أن ينالنا من لسانه شيء فأرسل إليه بصلة جزيلة فوافاه الرسول بها حين وافى منزله بالمدينة فقال للرسول قل لأمير المؤمنين كيف رأيت صدقه في قوله - ومن شعر عرووة بن أذينة:

إن التي زعمت فؤادك ملها ... خلقت هواك كما خلقت هوىً لها

فيك الذي زعمت بها فكلاكما ... أبدى لصاحبه الصبابة كلها

ولعمرها لو كان حبك فوقها ... وقد ضحيت إذاً لاطلها

وإذا وجدت لها وساوس سلوة ... شفع الضمير إلى الفؤاد فسلها

بيضاء باكرها النعيم فصاغها ... بلباقة فادقها وأجلها

لما عرضت مسلماً لي حاجة ... أخشى صعوبتها وأرجو ذلها

منعت تحيتها فقلت لصاحبي ... ما كان أكثرها لنا وأقلها

فدنا فقال لعلها معذورة ... في بعض رقبتنا فقلت لعلها

رجع ما انقطع من أخبار السيدة سكينة (البقية تأتي).