للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أكذا تقر البيض في الأغماد ... أكذا تحين مصارع الآساد

خطوا المضاجع في التراب لفارش ... جنبيه مضطجع من الأطواد

مالت بقسطاس الحقوق نوازل ... ومشت على ركن القضاء عواد

ورمى فحط البدر عن عليائه ... رام يصيب الشمس في الارآد

قل للمنية نلت ركن حكومة ... وهدمت حائط أمة وبلاد

ووقفت بين الحاسدين وبينه ... يا راحة المحسود والحساد

كل له يوم وأنت بمرصد ... لتصيد الأحباب والأضداد

ما كل يوم تظفرين بمثله ... إن النجوم عزيزة البلاد

يا ساكن الصحراء منفرداً بها ... كالنجم أو كالسيل أو كالصاد

كم عن يمينك أو يسارك لو ترى ... من فيلق متتابع الإمداد

ألقى السلاح ونام عن راياته ... متبدد الأمراء والأجناد

ومصفداً ما داينوه وطالما ... دان الرجال فبتن في الأصفاد

ومطيع أحكام المنون وطالما ... سبقت لطاعته يد الجلاد

ومعانق الأكفان في جوف الثرى ... بعد الطراز الفخم في الأعياد

مرت عليك الأربعون صبيحة ... مر القرون على ثمود وعاد

في منزل ضربت عليه يد البلي ... بحوالك الظلمات والأسداد

تلقي الضباع الليل في عرضاته ... واليوم في الأطناب والأوتاد

يا أحمد القانون بعدك غامض ... قلق البنود مجلل بسواد

والأمر أعوج والشؤون سقيمة ... مختلة الأصدار والإيراد

والقول مختلط الفصيح بضده ... تبكي جواهره على النقاد

وأتت علي الأقلام بعدك فترة ... فصحت وكانت مدمنات مداد

عجبي لنفسك لم تدع لك هيكلاً ... إن النفوس لآفة الأجساد

ولرأسك العالي تناثر لبه ... ونزا وصار نسيجه لفساد

لو كان ماساً ذابت أو ياقوتة ... لتحركت بذكائك الوقاد

حملته في ليله ونهاره ... هم الفؤد وهمة الإرشاد