للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله يذم الزمان وأهله:

ذهب الذين تهزهم مداحهسم ... هز الكماة عوالي المران

كانوا إذا امتدحوا رأوا ما فيهم ... فالأريحية منهم بمكان

والمدح يقرع قلب من هو أهله ... قرع المواعظ قلب ذي إيمان

كم قائل لي منهم ومدحته ... بمدائح مثل الرياض حسان

أحسنت ويحك ليس في وإنما ... استحسن الحسنات في ميزاني

وقوله من قصيدة يمدح بها إسماعيل بن بلبل الشيباني:

أمثل شعري يلوى حقه وله ... عليك من شيمك المحمود وأعوان

مالي لديك كأني قد زرعت حصي ... في عام جدب وظهر الأرض صفوان

أعايذ بك يستسقى بمعطشة ... وفي يمينك سبحان وجيحان

وبي صدا وبحلفي غصة برح ... فاعجل بغوثك إن الريث خذلان

إلى قوله:

إن لا يعني على دهري أخو ثقة ... من العباد فإن الله معوان

أو يبطل الحق بين الناس كلهم ... فليس للحق عند الله بطلان

وقوله:

عجبت لقوم يقبلون مدائحي ... ويأبون تنويبي وفي ذاك معجب

أشعري سفساف فلم يجتنبونه ... وإلا تكن هاتي قلم لا أثوب

وقوله:

أبا الصقر لست أرى مهديا ... لك المدح غيري إلا متابا

ولو وقف الأمر عند حد الفقر والخصاصة لقلنا فقير معدم أمثاله في الأرض كثير لا يحيط بهم حساب في كل زمان ومكان. وما زالت تلك حال الأديب. يقبل على الأدب فتعرض عنه الدنيا ويدبر عنه المال والنشب. ولكن الأمر لسوء طالعه قد جاوز الأملاق والفاقة إلى ما هو شر من ذلك وأصعب. وفي الفصل الآتي بيان ذلك وشرحه.

فصل في طيرة ابن الرومي وتعليلها

تذكر في هذا الباب جملة من أخبار ابن الرومي وطرفاً مما اتصل بنا عن طيرته ثم تقفى