للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لم يلبث فيه غير ثلاثة أشهر حتى صعد إلى منصب رئيس حكومة مقاطعة برادنبرج كلها، وجعل داره في بوتسدام، حيث عاد الأستاذ إلى التنعم بقرب صديقه الإمبراطور والتمتع بحلاوة صحبة زميله القديم وخذنه الجليل، وليست رياسة حكومة براندنبرج في ألمانيا إلا الخطوة الأخيرة إلى مقاعد الوزارة البروسية، ولذلك ما كادت تأتي سنة ١٩٠٥ حتى انتقل فون بتمان إلى مقعد وزير الداخلية البروسية، ومضى عامان فأصبح وزير الداخلية الإمبراطورية كلها، وأضاف على هذا المنصب لقب وكيل المستشار الإمبراطوري.

وقد حمل هذا الحكومي الفيلسوف إلى جميع هذه المناصب التي تنقل بينها، مزايا الفيلسوف، وخصال الأديب المفكر، ونهي الغيرة الحادة، والاجتهاد المستمر، والتواضع الفلسفي الجميل.

وهو عدو الاشتراكية الألمانية اللدود، يصارحها بالعداوة ويكاشفها بالاضطهاد ولم تكن الاشتراكية إلا العدو الأزرق للحكومات الألمانية كلها، وهو من أشد المحافظين الراضين بالأنظمة السياسية الحاضرة في ألمانيا وعدو الدعاة إلى حكومة نيابية تامة وأنظمة ديمقراطية بحته كاملة حتى ليقولون أنه لن تقام هذه الحكومة المرجوة إلا إذا أصبحت طرق برلين أنهاراً قانية تجري بدماء العمال والصناع والفقراء والعامة وفي تلك الساعة الرهيبة، يقف التاريخ فيحكم حكمه الأخير في المستشار الفيلسوف.