للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يحفظها الإمبراطور لزملائه في المدرسة جعلت بتمام ابدا عند ذاكرته قريباً من خاطره، وكان قبل ذلك وكيل المستشار السابق البرنس فون بيلوف ولذلك كان مرشحاً بحق للمنصب مهيئاً له.

وقد قطع هذا المستشار الأستاذ حياة حكومية طيبة، خطاب استحقاق خطواته إلى الرئاسة ودلف إليها عن جدارة وإن لم يكن قد أظهر في السياسة شخصية قوية. وكذلك شأن الفيلسوف إذا أريد على عمل ليس منه ولا هو منه.

وهو مثال الرجل العملي الصامت المتواضع، لا يعرض نفسه أمام أنظار الجمهور ولا يظهر نفسه للشعب ولا عمله، اشتهر في الوظائف التي تقلدها بأداء واجباته والتوفر على عمله في سكون وهدوء ولم تشتهر خطبه في الريشستاغ ومجلس الأشراف بشيء غير الصراحة والصدق والبيان، وما عهد عليه يوماً أنه يريد إثارة الشعب أو اهتياج الرأي العام، بل عرفت الحكومة فيه الأمانة والمحافظة والإخلاص وهذه الصفات كانت خير عوض للأمة الألمانية عن البرنس فون بيلوف سلفه.

وليس لبثمان هولوج مكان يذكر في السياسة الخارجية والمفاوضات الدولية حتى اضطر الإمبراطور في السنة الأولى من تعيينه إلى تفويض زمام المسائل الخارجية إلى رجل غيره، وكل مهارته تدور حول المسائل الداخلية، حتى لا يدانيه فيها رجل في ألمانيا طولها وعرضها.

ولد المستشار في مقاطعة براندنبرج، عند قرية هناك لا تبعد عن برلين بأكثر من بضعة أميال، وقد ظفرت أسرته عام ١٨٤٠ بلقب الشرف، وهي عشيرة كبيرة اشتهرت منذ نشأتها بالتجارة والاشتغال بالثروة والمال، حتى نبه اسمها وعظم صيتها قبل هذا العهد الروتشيلدي، وكانت منذ أول أمرها تتألف من فرعين بتمام وهولوج فاتحدت على ممر السنين بالتلاقح والزواج.

وهو اليوم في السابعة والخمسين، دخل وظائف الحكومة منذ عام ١٨٨٥ وهي السنة التي ترك فيها الجامعة، وأتم البحث والدرس، بدأ عمله في الحكومة نائب قاض ولكن الذكرى الحلوة التي يحملها الإمبراطور لصديقه في المدرسة، وقرينه في الجامعة، جعلت الإمبراطور يرفعه في سنة ١٨٩٩ إلى منصب سني وهو رئيس حكومة (بومبرج) على أنه