للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شارلزني طالما رأيت منه رجلاً يستطيع الإنسان أن يضع عنده كل ثقته، وهو على ما أظن يسكن داراً في قرية فم التاين.

كلهم اليوم في خير، ولكن الربيع في لندن مرهق معنت، على أننا مرتقبون جواً أدفأ - زوجتي وأولادي لاسيما الصغير شارلز وفردريك وشارلوت يرسلون إليك تحياتهم - ابن عمك الودود - هنري لويس.

هذا الخطاب وإن كان بسيطاً في مظهره إلا أنه يحوي بعض تعليمات هامة للجاسوس وفوق ذلك مرتبه الشهري وهو عشرون جنيهاً.

وإذا قرئ بالتعليمات الحرفية والإشارات المعروفة بين الجواسيس الألمان كان نصه كما يأتي:

أرسل لك مرتبك الشهري - إن المعلومات التي بعثتها في خلال الشهر الماضي كانت سارة كافية - إن عملك على العموم يبعث على الرضى وإذا استمر كذلك زدنا في مرتبك - كف عن هرفك بشارلز - اهتم بنقط الدفاع في قرية فم التاين - أنت تعرف أن الرئيس (هو الذي يقابل الربيع في الرسالة) من الصعب إرضاؤه، لأنه في تفتيشه الأخير زاد في عملنا - ابق على محاولاتك ومفاوضاتك مع الثلاثة - (يريد العامل روسر) وشارلوت وفردريك (من العمال أيضاً) حتى تأتيك أوامرنا - لك أن تعرض عليهم مالاً إذا دعت الحال.

فترى من ذلك أن أي إنسان يقع في يديه هذه الرسالة الآتية من هنري لويس لا يستطيع أن يتبين لنفسه معانيها الحقيقية.

إن هذا الاسم المصطنع أي لويس كما علمنا بعد ذلك واكتشفنا، يقيم في مكتب صغير بأحد شوارع لندن، تحت اسم وكيل أشغال ولكنه في الحقيقة زعيم الجواسيس التي تشتغل بين نهري الهامبر والتاين.

وهؤلاء الزعماء يزورون عمالهم - وهم الذين يقومون وحدهم بصناعة الجاسوسية - تحت ستار سياح تجار إذا كان العميل رب حانوت، فإذا لم يكن كذلك قدموا أنفسهم كوكلاء شركات التأمين أو من رجال المزاد أو من سماسرة البيوت.

فلما رجعت عرضت على صديقي راي الكنز الذي اكتشفت، فما وقع بصره عليه حتى اضطرب وصاح قائلاً: إن الرجل جاسوس مقيم هنا في نيوكاسل ولا ريب فعلينا أن نبعد