للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فلما كان مساء اليوم التالي تبعنا روسر بعد خروجه من المصنع فطرقنا باب بيته النظيف الحقير.

فلم يكن منه بادئ الأمر إلا أن انتهر فضولنا وغضب أشد الغضب إذ قلنا له إنه على وشك أن يكون آلة في أيدي جواسيس الإمبراطور، ولكنه لم رأى الخطاب الذي شرحناه آنفاً وصورة خزان المياه، بدأ يفكر ويتذكر.

سألته: ألم يسألك مرة عن المدفع الجديد الذي تصنعونه اليوم في السويك؟ فقال بعد تردد نعم. . . إنني أتذكر الآن، نعم إنه سألني أكثر من مرة فقلت: لقد أراد إما أن يشقيك وإما أن يضطرك إلى أن تكون خائناً.

قال ذلك الرجل الشهم في لهجة المغضب ولن يستطيع، والله لو كان ما تقولونه حقاً إذن لدققت عنقه.

قلت كلا. لا تفعل إنه دفع لك نصف ثمن البيت الجديد، أليس كذلك، قال بلى.

قلت: إذن فاتركه لنا، إننا سنضطره إلى دفع ما بقي عليه من الثمن، وسيكون انتقامك بيتاً جديداً على حساب الحكومة الألمانية. فضحك وضحكنا.

وفي الليلة الثانية هجمنا على الرجل في حجره وخبرناه بين إشهار أمره وإبلاغ الشرطة بسره، وإما أن يرد البيت الجديد دون شرط ولا قيد لروسر فلم يسعه إلا الانصياع لما طلبنا وهو يتهدد ويتوعد أشد التهديد والوعيد، ولكننا طالما سمعنا أمثال هذا الوعيد وأشباه هذا التهديد، ولذلك ما عتمنا أن ضحكنا منه ومن وعيده.

واكتفينا من عقابه بإشهار أمره عند الشركة التي كان خادماً عندها وكنا حاضرين ساعة ترك حجره وربط متاعه وترك البلد وأهله يريد لندن وكأننا به ليشاور زعيمه (هنري لويس).

اقرأ ألذ فصول هذه الرواية في العدد القادم