للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

التي قدر لها أن تكون مكان الجريمة، فقال الكسيز في لهجة السيطرة والنفوذ (نعم يا أنتوني يجب أن نذهب دون تردد إلى الطبيب، وألا يعلم الله أي حادث أنت محدث؟!) فقلت في صوت ضعيف متخاذل جبان مرتعد محاولاً أن أخلي نفسه من التبعة في عيني صديقي القاسي الشديد ولكن ماذا أستطيع أنا أن أحدث؟ قال ومن يعلم. . . قد تفلق جممة إنسان.

وكنت أقلب بين يدي ثقالة ورق ضخمة من البرونز، فنظرت إلى الكسيز ثم إلى الثقالة وأنا أقول جمجمة إنسان؟ أتقول الجمجمة؟ فقال ولماذا، نعم أقول الجمجمة، قد تأخذ أداة كهذه فينتهي كل شيء!.

هذه يا سادتي مسألة لذيذة هامة. . لقد كانت هي الجمجمة التي عزمت على فدغها وهي هي الأداة التي أجمعت أمري على استعمالها والآن ترون أن هذه الجمجمة هي قد تخيلت الجريمة بحذافيرها قبل وقوعها، ولكن صاحب الجمجمة فاه بكلمته في ابتسامة غير مكترثة، ومع ذلك تجد هناك قوماً يعتقدون بوجود إحساسات هاجسة متنبشة. . أي حمق وأية سخافة!.

قلت لا يكاد الإنسان يستطيع أن يحدث بهذه ضراً، إنها خفيفة فأجابني الكسيز مندهشاً متعجباً ماذا تقول؟ خفيفة؟ وأخذ الثقالة من يدي فأمسكها من يدها وجعل يهزها مرات متوالية ثم دفعها إلي ثانية وهو يقول زنها في يدك قلت إني أعرف مقدار ثقلها ولكنه قال كلا، خذها في يدك وبعد ذلك احكم، فتناولت الأداة منه في ابتسامة ضعيفة، وهنا تداخلت تاتيانا بيننا، شاحبة اللون مرتجفة الشفتين، وهي تقول كيف يا الكسيز عن هذا، كف عن هذا فالتفت إليها مندهشاً ثم سألها ولماذا، ما بالك يا تاتيانا؟ فرددت القول امتنع عن هذا، أنت تعرف إنني أكره أمثال هذا المزاح وهنا ضحكنا جميعاً: ووضعت الثقالة على الخوان.

وكانت زورتي للطبيب ت. . . مثل ما كنت أتوقع، فقد كان الرجل محترساً مدققاً، واتخذ سيمياء الجد والاهتمام، وسألني أسئلة عديدة، عما إذا كان لي أقارب يعنون بأمري، ونصح لي أن لا أفارق بيني وأن أسكن إلى الراحة والهدوء وبحق مهنتي جعلت أناقشه وأحاجه وإذا كان قبل محاجتي له في ريب من حالتي، فقد تبددت جميعها بمخالفتي لآرائه في تشخيص مرضى وتشريحه، ومنذ تلك اللحظة وأنا في نظر ذلك الطبيب مجنون. نعم مجنون والجنون الذي بي جنون موحش مؤيس مطبق ولكني أؤمل أيها السادة أن لا تضعوا