العالم. إذ أنه ما زال يولد في الطبقات السفلى من ينبغي أن يكون في أرفع المازل وأسمى الطبقات. ولكن كيف ينظم ذلك الجهاد؟ هذه مسألة المسائل فأما أن يترك هذا الجهاد كما هو الآن رهناً بمحاسن الصدف فكلما أفلح فيه كاتب من عصابة خاب الباقون أو نجا واحد من ألف هلك في الطريق بعد التسعمائة تسعة وتسعون. ويترك مثل بارنز يجود بروحه ولا يجود عليه إنسان بدرهم ومثل جونسون يزجى الوقت بين الثؤباء والمطواء في حجرته ينطبق عليه قول القائل:
نلوم على تبلدها قلوباً ... تلاقي من معيشتها جهاداً
إذا ما النار لم تطعم وقوداً ... فأوشك أن تمر بها رماداً
حتى إذا شرع يكتب راح وهو من دفعة العمل وعجلته مع البخس والوكس كأنه في مضمار أو كأن يديه يداً عائم يكافح التيار. ويترك مثل روسو على جمر الأعسار والاحتقار يتململ ويقذف بشرر الكلم اللذاع فيؤجج الثورات الفرنسوية - هذا وايم الله شر النظام أسوءه. فأما النظام إلا حسن فهيهات منه نحن وإني لنا به الآن!
بيد أنه لا شك هناك في أن ذلك النظام آتٍ يحمله المستقبل البعيد في جوفه جنيناً في رحم الزمان الآجل وهذا ما أجرأ على أن أتنبأ به لأنه لا يكاد الناس يرون فضل الشيء حتى يأخذوا في تسهيله وتزجيته. وتنظيمه وترقيته. ثم لا يستريحون أو يروه قد بلغ منتهى ما يستطيعون أن يبلغوا به وقد قلت أنه ليس في سلطات الكنيسة والحكومات بأنواعها سلطة تستحق أن تقارن بدولة الأقلام. وقد قال الوزير بيت وقد سئل أن يكتتب بشيء من المال للشاعر الأكبر بارنز الأدب سيد نفسه يدبر زمامها ويسوسها وليس في حاجة إلى الناس قال المستر سوذى نعم هو سيد نفسه يسوسها ويدبر زمامها. وهو أيضاً سيدك يسوسك ويأخذ بخطام أنفك إذا أنت لم تلتفت إليه وتعرف له قدره!.
وما معظم الضرر بواقع على الكتاب فإنهم أفراد وجزء ضئيل جداً من الجسم الكلي. وفي جهدهم أن يجاهدوا ويكابدوا. حتى يظفروا أو يموتوا فيعذروا. ولكنه يهم المجتمع أن يضع شهبه ومصابيحه في الذرى والغوارب وحيث ترى فتهدي. أم يجعلوها تحت أقدامهم ويبددوا جوهرها الساطع شرراً يستطير في حيث لا مقتبس ولا متنور ويعرضوا أنفسهم بذلك لما قد عساه يحدث من الحريق وقد حدث والنور هداكم الله هو رأس المنافع وأصل