للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صدقوا جميعاً الحملة فتزلزلت الأرض بحوافر خيولهم وأظلم النهار بالعجاج والغبار وخاضت الخيل في الدماء وصبر الفريقان صبراً عظيماً ثم تراجع ابن عباد إلى يوسف وحمل معه حملة جاء معها النصر.

فانكشف الفونس وفر هارباً منهزماً وقد لصق به أسود من سودان يوسف وقبض على عنانه وانتضى خنجراً كان متمنطقاً به فأثبته في فخذه فهتك حلق درعه ونفذ من فخذه مع بداد سرجه ولجأ الفونس إلى تل كان يلي محلته في نحو خمسمائة فارس كل واحد منهم مكلوم وأباد القتل والأسر من عداهم من أصحابهم واستولى المسلمون على ما كان في محلته من الأثاث والانية والمضارب والأسلحة وكانت شيئاً كثيراً يخطئه العد وقد عف عن جميعها السلطان يوسف - وأقبل ابن عباد على السلطان وصافحه وهنأه وشكره وأثنى عليه وشكر السلطان صبر ابن عباد وحسن بلائه وجميل صبره - وكتب ابن عباد إلى ولده الرشيد كتاباً يخبره فيه بالنصر وأطار به الحمام - وكان موضع هذه الواقعة يسمى الزلاقة وهو مكان أفيح من الأرض على أربعة فراسخ من بطليوس - وكانت هذه المعركة سنة ٤٧٩ للهجرة الموافقة سنة ١٠٨٦ للميلاد - وهذا الأذفونش هو الفونس السادس ملك قشتالة ولاون وجليقية.

للكلام بقية وفيها ما حصل للأندلس عقيب هذه الوقعة من استيلاء السلطان يوسف بن تاشفين عليه وقبضه على المعتمد بن عباد وسجنه بأغمات وما قاله الشعراء في ذلك.