للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إليها صاحبها المتوكل عمر بن محمد بن الأفطس فلقيهم بما يجب من الضيافات والأقوات وبذل المجهود

وجاءهم الخبر بشخوص الاذفونش ولما ازدلف بعضهم إلى بعض أذكى المعتمد عيونه في محلات الصحراويين خوفاً عليهم من مكايد الأذفونش وجعل يتولى ذلك بنفسه وجاءت الطلائع تخبر أن العدو مشرف عليهم صبيحة يومهم وهو يوم الأربعاء فأصبح المسلمون وقد أخذوا مصافهم فرجع الأذفونش إلى أعمال المكر والخديعة فعاد الناس إلى محلاتهم وباتوا ليلتهم ثم أصبح يوم الخميس فبعث الأذفونش إلى ابن عباد: غدا يوم الجمعة وهو عيدكم والأحد عيدنا فليكن لقاؤنا بينهما وهو يوم السبت فعرف المعتمد بذلك السلطان يوسف وأعلمه أنها حيلة منه وخديعة وإنما قصده الفتك بنا يوم الجمعة فبات الناس ليلتهم على أهبة واحتراس وبعد مضي هزيع من الليل جاء فارسان من طلائع المعتمد يخبران أنهما أشرفا على محلة الاذفونش وسمعا ضوضاء الجيوش واضطراب الأسلحة ثم جاءت الجواسيس من داخل محلتهم تقول استرقنا السمع فسمعنا الاذفونش يقول لأصحابه: ابن عباد مسعر هذه الحروب وهؤلاء الصحراويون وإن كانوا أهل حافظ وذوي بصائر في الحروب فهم غير عارفين بهذه البلاد فاقصدوا ابن عباد واهجوا عليه واصبروا فإن انكشف لكم هان عليكم الصحراويون بعده فبعث ابن عباد الكاتب أبا بكر بن القصيرة إلى السلطان يوسف يعرفه بأقبال الاذفونش ويستحث نصرته فأمر يوسف بعض قواده أن يمضي بكتيبة رسمها له حتى يدخل محلة الاسبان فيضرمها ناراً مادام الفونس بجموعه وأحاطوا به من كل جهة فهاجت الحرب وحمى الوطيس واستحر القتال في أصحاب ابن عباد وصبر ابن عباد صبراً لم يعهد مثله لأحد واشتد عليه وعلى من معه البلاء وأتخن جراحات وضرب على رأسه ضربة فلقت هامته حتى وصلت إلى صدغه وجرحت وضرب على رأسه ضربة فلقت هامته حتى وصلت إلى صدغه وجرحت يمنى يديه وطعن في أحد جانبيه وعقرت تحته ثلاثة أفراس كلما هلك واحد قدم له آخر وهو يقاسي حياض الموت ويضرب يميناً وشمالاً ثم أقبل السلطان يوسف بعد ذلك وطبوله تصعد أصواتها إلى الجو فلما أبصره الفونس وجه حملته إليه وقصده بمعظم جنوده فبادر إليهم السلطان يوسف وصدمهم بجمعه فردهم إلى مركزهم وانتظم به شمل ابن عباد واستنشق ريح الظفر وتباشر بالنصر ثم