للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولو أن (ضجر اللذات) يصنع بكل الأغنياء هذا الصنيع لفسد الكون بيد أن الله أراد عمر أنه فجعل في طباع أكثر الأغنياء لؤماً خاصاً. لؤماً ذهبياً يكسر من سورة هذا الضجر كما يفتأ الماء البارد من الماء الحار حين يمتزجان.

فالقوم إما كريم يضجر فيسرف وإما لئيم يضجر فيمسك وكلاهما يجد لذته ويضجر من لذته. فلا تقل يا بني أن العصا لظهور الفقراء وحدهم فإن هناك السوط أيضاً وهو رتبة عالية فوق رتبة العصا ولذلك خص بشرفها. . الأغنياء.

وانظر إذن هل ترى الفرق بعيداً بين الضجر من شيء لأنه موجود وبين الضجر من ذلك الشيء لأنه غير موجود. بين عدم الشعور باللذة وبين الشعور بعدم اللذة. بين ألم الغني الذي لا تجده أبداً إلا على شك في أنه سعيد وبين ألم الفقير الذي لا تجده أبداً يشك في أنه تعيس؟.