تدفئة القدمين بأية الوسائل الممكنة حتى ينزل الدم من الدماغ ويعود إلى القدمين.
ومن أكبر الأسباب المجلبة للأرق خلو المعدة من الطعام ونحن قد حذرنا كثيراً من أن ننام ونحن ممتلئون بالطعام، مخافة أن يعتور نومنا الأحلام المخيفة والأشباح المرعبة والرؤيا المفزعة. ولكن خلو المعدة كذلك يحدث اضطراباً في النوم يفضي إلى الأرق ولهذا ينبغي أن تدرأ عنك عواقب الطرفين. الامتلاء بالطعام والخلو منه.
وحركة الهضم تنتظم في خلال النوم على شريطة أن تكون كمية الطعام التي تناولتها صغيرة حتى تتمكن المعدة من هضمها، وإن يمكث الإنسان ساعتين متيقظاً قبل أن يأوي إلى مضجعه إذا كان المقدار كبيراً. حتى يتيسر للمعدة أن تأخذ من الدم ما يكفيها، وحتى يسير الهضم بانتظام قبل الاضطجاع. والسبب الوحيد للامتناع عن الرقاد عقب الطعام أن الرقاد يجعل المعدة الممتلئة تضغط على الرئتين والقلب فتعطل عمل التنفس وحركة الدورة الدموية.
وكثرة العمل - ولاسيما الذهني منه - وما يكون ضيق المضطرب مترادف الوتيرة يجلب الأرق لأن سموم التعب السارية في الدم تقتل النوم كما يقتل السم الحقيقي، وشغل الساعات الطوال يحدث الأرق، لأنه يجهد ناحية واحدة من المخ أو نواحي واحدة من البدن، والملاذ العمومية كالمراقص والتمثيل وحفلات الغناء والملهى من أبدع المنومات، لأنها ترقد الناحية المتعبة من الذهن وتشبع الناحية الجائعة ومن ثم ينبغي لك أن لا تجعل عملك يحول بينك وبين ملهاتك الصالحة الطاهرة، لأن الدأب على العمل والسكون له والانقطاع عن الرياضة تؤدي إلى الأرق وتطرد النعاس ليلاً أو نهاراً، ومن هنا اندفع كثيرون من أصحاب الأعمال الكبيرة الشاقة إلى اتخاذ العقاقير المنومة وآخرون إلى الإدمان على الشراب ومعاقرة الكأس.
والناس اليوم يتشددون في التساؤل عن مقدار الساعات الكافية ولكن لا يجدي التساؤل عن المقدار لأنه لا يقاس إلا بنتائجه فالسواد الأعظم من الناس يجدون الراحة في نوم ثماني ساعات، ولكن كثيرين من كبار الرجال والمفكرين والعلماء يكتفون بساعات قلائل من النوم فإن توماس أديسون أكبر شيوخ العلم في هذا العصر يصرح بأنه لا ينام أكثر من أربع ساعات، ولكن الحقيقة التي لا ريب فيها هو أن الإنسان لا يستطيع أن يعرف بالضبط