للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فتلكم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت قال فتكلم رسول الله فتلا القرآن ودعا إلى الله ورغب في الإسلام ثم قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم فأخد البراء بن معرور بيده ثم قال نعم والذي بعثك بالحق لنمنعنك ممن نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر فاعترض القول: والبراء يكلم الرسول: أبو الهيثم بن التيهان فقال يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالاً وإنا قاطعوها - يعني اليهود - فهل عسيت أن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا فتبسم رسول الله وقال بل الدم الدم والهدم والهدم أنا منكم اثني عشر نقيباً ليكونوا على قومهم بما فيهم فاخرجوا منهم اثني عشر نقيباً تسعة من الخرزج وثلاثة من الأوس فقال لهم رسول الله أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسي بن مريم وأنا كفيل على قومي يعني المسلمين قالوا نعم - ثم قال لهم رسول الله ارفضوا إلى رحالكم فقال له العباس بن عبادة بن فضلة والله الذي بعثك بالحق إن شئت لنميلن على أهل مني غدا بأسيافنا فقال رسول الله لم نؤمر بذلك ولكن ارجعوا إلى رحالكم قال فرجعنا إلى مضاجعنا فنمنا عليها فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتي جاؤنا في منازلنا فقالوا يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا وإنه والله ما من حي من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم فانبعث من هناك من مشركي قومنا يحلفون بالله ما كان من هذا شيء وما علمناه قال وقد صدقوا لم يعلموه.

قال: ونفر الناس من منى وذهب الأنصار إلى المدينة وأذاعوا فيها الإسلام.

بدء الهجرة

قال محمد بن إسحاق المطلبي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بيعة العقبة لم يؤذن له في الحرب ولم تحلل له الدماء إنما يؤمر بالدعاء إلى الله والصبر على الأذى والصفح عن الجاهل وكانت قريش قد اضطهدت على من اتبعه من قومه من المهاجرين حتى فتنوهم عن دينهم ونفوهم من بلادهم فهم من بين مفتون في دينه ومن بين معذب في أيديهم وبين هارب في البلاد فراراً منهم: منهم من بارض الحبشة ومنهم من بالمدينة وفي كل وجه فلما عتت قريش على الله وردوا عليه ما أرادهم به من الكرامة وكذبوا نبيه وعذبوا