للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ونتسار بلا خشية أسرار الأفئدة ونبكي لذكرى الهموم، إذ البكاء جميل، ونبتسم لحديث الأحزان، إذ الإبتسامات عذبة مروحة مطهرة.

إلاهة الشعر

إني لأحتضن قلبك الذي أغلقته دوني، وأميل على هذا الفؤاد الذي حجبته عني، كالأم الرؤوم الحنون، تسهر عند مهد ابنها المحبوب، وسرير طفلها المعزز. تكلم يا صديقي وأفض. إن قيثاري المتنبه المستمع سيتبع نبرات صوتك في لحن خافت أجش حزين، حتى تتولى ظلمات الماضي في ظل خيط من الضياء أشبه شيءٍ بشبح عارض يمضي مسرعاً هارباً

الشاعر

أي أيام العمل. . . أي زمن الجهد والدأب أيتها الأيام التي أحسست فيها وحدها أنني أعيش، وحقاً أحيا. أيتها العزلة العزيزة المحببة، حمداً لك الله وشكراً، إذ عدت إلى حجرتي المهجورة، ورجعت إلى معهد درسي القديم المنبوذ، أيها المكان الفقير المعتزل الساكن، يا جدران بيتي الصامتة الفريدة المقفرة. يا مقاعدي التي عدا عليها التراب، يا مصاحبي الصادق المخلص الأنيس. . أي قصري وعالمي الصغير وأنت يا ربة الشعر. يا رفيقتي الأبدية الصغيرة، حمدك رب وشكرك، ها نحن عدنا نتغنى سوية ونصدح، وجئنا معاً نتباكى ونترنم. إذن فإليك الآن أفتح مغاليق فؤادي، وأمامك أرفع الحجب المخطرفة فوق جانحتي. وستعلمين كل شيء، وتعرفين أي ألم تستطيع المرأة أن تضرم ناره، وأي شر تستطيع أن تحدثه، لأن مصابي، يا صحابتي، كما تعرفون، من امرأة. امرأة واحدة صغرت لها وخضعت، صغار العبد لسيده، وخضوع الرقيق لمولاه. أيها السلطان المستبد. أيها النير المطلق، أيها السيد اللعين الجبار، إنه منك وحدك قد فقد فؤادي قوته، وأضاع لديك شبابه، وأسرف على نفسه. ولكن لا أكتمك إني قد رأيت السعادة على مقربتها، وشهدت البهجة في جنابها، وكنا عن كثب من الجدول الفضفاض نسير معاً، في هدأة المساء، فوق الرمل الفضي، نستهدي أشباح الحور البيضاء سنن الطريق، ونسترشد بها عن بعد منحدر السبيل، وإذ أرى على ظل القمر وخيوط البدر هذا البدن الجميل متثنياً بين ذراعي. ولكن حسبي وكفى كلاماً. . . . . . . . . . . . إنني لم أتنبأ بالخاتمة، ولم أكن