فأم الذي آمنت آمنة الردى ... وأم الذي حاولت بالشكل ثاكل
فاستحسن المنصور شعره وقال له سل حاجتك قال تكتب إلى عامل المدينة أن لا يحدني إذا أتى بي إليه وأنا سكران وكان ابن هرمة مولعاً بالشراب كثير السكر - فقال له المنصور هذا حد من حدود الله وما كنت لأعطله قال فاحتل لي يا أمير المؤمنين فكتب أبو جعفر إلى عامله بالمدينة من أتاك بإبراهيم بن هرمة وهو سكران فاجلده مائة واجلد ابن هرمة ثمانين فكان الشرطي يمر به وهو سكران فيقول من يشتري ثمانين بمائة ويمضي لطيته ولا يعرض له بشيء.
ليلة أكتوبر
بقلم شاعر الشبيبة الخالد الفرد دي موسيه
الشاعر
لقد طار العذاب الذي عانيته طيران الحلم، وتبدد ألمي كالطيف. ولست مستطيعاً تشبيه ذكراه اليغيدة، وآثاره المتنائية، إلا بالسحائب الخفية، الرقيقة الوشائح والحجب إذ يرفعها الفجر، ويزيحها السحر، فتهرب مع الندى، وتختفي مع القطر.
إلاهة الشعر
ولكن أيها الشاعر أنبئني قبل أن تبسط لي ألمك، هل أنت منه أبللت، وهل أنت من الأسى قد تعافيت. ليكن كلامك الآن بلا حب ولا بغض، واذكر أنك أسميتني من قبل معزيتك، ومنحتني الاسم العذب الجميل وهو أنيستك إذن فلا تجعل مني شريكة في العواطف التي أساءت إليك ولا تحملني تهمة جرم الجانحة التي أضاعتك.
الشاعر
لقد شفيت من المرض، وخرجت من العلة، حتى لقد أشك في أنني كنت بها يوماً مريضاً، ولبثت دهراً بها عانياً مهموماً، وإذ أنا أفكر في الأماكن التي جازفت فيها بحياتي، والعهود التي خاطرت عندها بعيشي، لا أتصور في مكاني إلا رجلاً غريباً عني لا أعرفه، ووجهاً عني مجهولاً لم أنظر إليه. فلا تخافي إلاهة الشعر ولا تجزعي. وهلمي على خفقات أنغامك التي توحي إلي بها، وأنفاس لحنك التي تنفخينها، نتجاذب في هدوء أطراف الحديث