للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأرشدوا فهم الذين قرأوا كتاب الكون وقلبوا صحائف الوجود.

وواقع أنه لا صدق ولا روح إلا في الأفكار التي نشأت واختمرت في ذهن الإنسان نفسه. إذ أن هذه الأفكار وحدها هي ما يفهمها المرء تماماً ويحيط بكنهها. فأما قراءته أفكار غيره فهي كتناوله بقايا طعام غيره أو لبسه منبوذ ثياب شخص سواه.

وأن نسبة الفكرة التي تقرأ إلى الفكرة التي تنبع من تلقاء ذاتها في ذهننا لهي كنسبة الأثر المتحجر من نبات كان في جاهلية الزمن (العصور السابقة للعصور التاريخية) إلى النبات الذي نراه بأعيننا غضاً مورقاً مونقاً.

هذا وأن كثيراً من الكتب لا تعدوا كونها مجاهل ومتائه وأن من عمل بها فإنما يركب متن الضلال ويلج في سبل الباطل، أما من استرشد بعقله أعني من فكر لنفسه وكان ذا بصرٍ فذلك يملك البوصلة التي تهديه المنهج القويم فيجب على المرء أن يقرأ إلا إذا غاض ينبوع فكره. وهذا كثير الحدوث حتى لأكبر المفكرين.

(٢)

المرأة

قد قلدت الطبيعة المرأة وظيفة تربية الأطفال لأن المرأة بفطرتها صبيانية الذهن قصيرة النظر حمقاء. أو بعبارة أخرى هي طفلة طول حياتها - هي شيء بين الطفل والرجل (صاحب الرجولة التامة). انظر إلى الصبية كيف تقضي اليوم أثر اليوم في ملاعبة طفل صغير ترقص معه وتغني له. ثم تصور لو أن صبياً كان مكانها مع الطفل فماذا كان يصنع؟ أكان يصنع مثلها؟

الطبيعة تهب الفتاة حظاً وافر من الحسن والملاحة لمدة بضعة أعوام قلائل أثناء الشباب ثم تسلبها بعد ذلك الجمال والسر في ذلك هو أن الطبيعة تمد الفتاة في تلك البرهة بالسلاح اللازم لاقتناص رجل يكون عائلاً لها وقائماً بشؤونها وحافظاً لحياتها. حتى إذا تم لها ذلك نزعت الطبيعة عنها ذلك السلاح. فالطبيعة تبدي في ذلك مبدأها الإقتصادي المعهود. وهو تقديم ذخائرها لأبنائها وقت الحاجة فقط. فشأنها في ذلك كشأنها مع النملة الأنثى متى حملت الجنين فقدت أجنحتها إذ لا لزوم للأجنحة بعد ذلك بل ربما كانت عقبة لها في سبيل تربية النسل. وكذلك تفقد المرأة جمالها بعد ولادتها مرة أو اثنتين لعله لعين ذلك السبب.