فمالت مرسى برأسها كأنما لتخفي وجهها وشعرت اللادي جانيت أن ذراع الفتات ترتجف تحت راحتها فقالت ماذا بك يا عزيزتي. فأجابت مرسى في صوت متقطع خافت. لا شيء يا مولاتي إلا أنني شاكرة لك جميلك.
وكان وجهها لا يزال منزوياً عنها.
فقالت اللادي جانيت في نفسها عجباً ماذا قلت لها حتى أخذت في هذا القول هل هي اليوم متفتحة القلب. إذا كان ذلك فلأكلمها عن هوراس. . . .
وانطلقت تدنو بها من الموضوع فقالت ما أطيب الحياة اليوم وما أنضر العيش. لقد عشنا على محض المودة والهناء ولكن ماذا أصنع يا عزيزتي جريس إذا جاء اليوم الذي أضطر فيه إلى أن أفترق عن ابنتي.
فارتجفت مرسى ثانية وفاضت عيناها بالدموع وقالت في لهجة الخوف ولماذا أتركك يا مولاتي.
فأجابت اللادي جانيت أنت ولا ريب تحذرين
فقالت مرسى منذعرة. كلا. إني لا أستطيع أن أفهم. أنبئيني يا مولاتي لماذا،. . . - فأجابتها إذن فسلي هوراس ينبئك.
ولم تفهم مرسى من هذه الكلمات ما كانت تقصد اللادي جانيت، بل انطلق ذهنها إلى حادثة الكوخ، فتراخت ذراعاها ومال رأسها، فرمقتها اللادي جانيت بنظرة عجب وانذهال قالت وهل حدث بينك وبين هوراس منافرة؟
قالت كلا.
قالت ولكنك تعرفين قلبك يا طفلتي - أنت ولا ريب لم تشجعي هوراس على الحب دون أن تشعري له بشيء منه؟
قالت وهي ترتعد. كلا. كلا.
فقالت اللادي جانيت. . ولكن. . . .
وللمرة الأولى اجترأت مرسى على أن تقاطع سيدتها فقالت في رفق يا سيدتي اللادي جانيت إني لست في عجلة من أمر الزواج وإن في المستقبل متسعاً للكلام فيه. إن لديك حديثاً كنت تريدين أن تطارحيني إياه. فما هو. .