جانيت على الموضوع دون أن تغضب فتاتها وإذ ذاك جعلت العجوز تقول يا لله من بنات هذا العصر إني لا أستطيع فهمهن، لقد كنا في زمننا إذا أحببنا رجلاً اندفعنا إلى الزواج به في أقرب فرصة، ولكن هذا العصر عصر التقدم والرقي. فواهاً لنسائه ثم واهاً.
وأجمعت على مفاتحتها بالموضوع وتركت الكلام للظروف ثم دنت من باب حجرة الزهر فنادت جريس. . . .!
وفي الحال جاءت الفتات الهيفاء تخطر نحوها فوقفت عن كثب ثم قالت هل ناديتني يا مولاتي.
فأجابت السيدة نعم فإني أريد أن أكلمك، تعالي واجلسي بجانبي.
وانثنت اللادي جانيت إلى منضدة في القاعة فجلست عندها وإلى جانبها وصيفتها.
الفصل السابع
جوليان جراي
وافتتحت اللادي جانيت الكلام فقالت أنت تلوحين هذا الصباح شاحبة يا ابنتي.
فوضعت اللادي جانيت يدها فوق كتفها بلطف وإشفاق وقالت إذن فلنجرب السفر يا عزيزتي وترويح النفس. فأي ناحية تشائين يا فتاتي. هل القارة تريدين أم ساحل البحر؟
فقالت مرسى. أنت تعطفين علي كثيراً يا مولاتي فأجابت هذه ومن ذا الذي يستطيع أن لا يعطف عليك يا عزيزتي.
فتوردت وجنتاها الذابلتان وقالت وهي ترتجف أواه يا مولاتي أعيدي علي كلمتك.
فنظرت إليها اللادي جانيت متعجبة واسترسلت مرسى تقول في رنة صوت محزن أجش نعم يا مولاتي لا تظنيني جاحدة. هل يطيب لك حقاً أن أكون في بيتك. هل أحسنت سلوكاً منذ نزلت دارك يا مولاتي.
فتأثرت اللادي جانيت من هذه الكلمات ولكنها ظنت أن فتاتها تتلطف لها فقالت وهي تبتسم أنت تتكلمين يا عزيزتي كما تتكلم الأطفال الصغار ثم ألقت يدها فوق ذراع مرسى برفق واسترسلت بلهجة أكثر جداً، بل إني أحمد اليوم الذي جئت إلي فيه يا جريس. ولا أظن أنني أكون أكثر حباً لك لو كنت ابنتي.