للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أن تنظر إليّ بعين راض وقلبك عليّ غضبان أو بعين غضبان وقلبك راض ومتى لم أميز بين هذين هلكت فأختار العافية على التعرض للبلاء فقال بلغني أن فيك شراً فقال يا أمير المؤمنين إن يكن الشر ذكر المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته فقد مدح الله تعالى وذم فقال نعم العبد أنه أواب وقال هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم وقال الشاعر:

إذا أنا لم أمدح على الخير أهله ... ولم أذمم النكس اللئيم المذمما

ففيم عرفت الخير والشر باسمه ... وشق لي الله المسامع والفما

وإن كان الشر كفعل العقرب التي تلسع السنيء والدنيء بطبع لا بتمييز فقد صان الله عبدك عن ذلك - ورحمه رجل بالجسر على حماره فضرب بيديه على أذن الحمار وقال يا فتى قل للحمار الذي فوقك يقول الطريق - وسئل مرة عن مالك بن طوق فقال لو كان في زمن بني إسرائيل ونزل ذبح البقرة ما ذبح غيره قيل فأخوه عمر قال كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً - وكتب إلى عبيد الله ابن سليمان: أنا أعزك لله وولدي وعيالي زرع من زرعك إن أسقيته راع وزكا، وإن جفوته ذبل وذوى، وقد مسني منك جفاء بعد بر وإغفال بعد تعاهد حتى تكلم عدو وشمت حاسد، ولعبت بي ظنون رجال كنت بهم لاعباً ولله در أبي الأسود في قوله:

لا تهنى بعد إذ أكرمتني ... وشديد عادة منتزعة

فوقع في رقعته - أنا أسعدك الله على الحال التي عهدت وميلي إليك كما علمت وليس من أنسيناه أهملناه ولا من أخرناه تركناه مع اقتطاع الشغل لنا واقتسام زماننا وكان من حقك علينا أن تذكرنا بنفسك وتعلمنا أمرك وقد وقعت لك برزق شهرين لتربح غلتك وتعرفني مبلغ استحقاقك لأطلق بك باقي أرزاقك إن شاء الله والسلام.