للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غير درس الديانة لأنه ثقيل وقد أخذت فيه درجة أقل من العلوم الأخرى.

علقت هذه الكلمة بذاكرتي علوق الدرن بالرئة فأخذت أفكر في سبب بغض الطلبة تعلم دينهم وأبحث في سبب بعدنا عن الفكرة الدينية.

إنا لا نتلقى في عهدنا الأول، أيام تثمر التعاليم أي في دور التربية المنزلية شيئاً من أركان الدين وقواعده، حتى نصل إلى سن (الكتاب) فنتلقى شيئاً، بطرق عقيمة، على فقهاء من الطراز القديم، فلا نخرج من المكتب إلا ونحن ناسون.

أما في المدرسة، فالحصة المقررة للديانة لا تكون إلا بعد انتهاء الدروس وهذا أمر يؤثر على الطلبة من جهتين.

أولاً: يجعلهم ينظرون إليها نظرة ثانوية ويعتقدون أنها ليست على شيء من الأهمية.

ثانياً: يكون قد مضى على الطلبة وقت كبير يشتغلون أشغالاً عقلية، فلا يستطيعون فهمها كما يجب.

هذا النظام شائع في مدارس الحكومة والمدارس الأهلية اللهم إلا مدارس الجمعية الخيرية الإسلامية.

وليس من العدل أن ننسب بعدنا عن الفكرة الدينية إلى طريقة تعليم الدين في المدارس فقط بل إن المرء لينشأ في أسرته فلا يرى أثراً للتعاليم الإسلامية فإما يرى أسرته قد مسخت وتطرقت إليها التعاليم الافرنجية مشوهة أو لا يرى فيها غير تعاليم إسلامية محرفة عن أصلها ففي الأولى يخلب لبه بتلك التعاليم التي تتبعها الأمم المتمدينة ظاناً أن ملأه خير ملأ يتبع نظام التطور والارتقاء ولو عرف الحقيقة لعلم أنهم ما أخذوا إلا سفاسف المدينة ونفاياتها.

وفي الحالة الثانية يرى ما يبغضه في دينه ويدعوه إلى التمرد عليه ولو علم حقيقة دينه لاستسهل أن يفدى تعاليمه الصحيحة بالروح.

حالان كلتاهما خطر على الدين وتشويه للحقيقة أما سفور وتبرج محرمان يظنهما المرء أشهى ثمار المدنية الغربية وأما جمود وتحريف في الأمور الشرعية نزاعان بالمرء إلى المروق من دينه.

يسمع من عشيرته أن من قرأ دعاء نصف شعبان مرت عليه السنة قبل أن يموت، يري أن