هذا أمر لا يقبله العقل ومع ذلك رواته مسلمون فيظن أن هذا من الإسلام فيزري على هذا الدين لأنه لو قام حقيقة على مثل هذه التقاليد لكان هناك مجال للظنون.
يرى أن رأس أسرته يبرم الأمر دون استشارة محقراً رأي الأفراد الآخرين ويرى أن روح الصراحة معدومة بينه وبين أبيه وأبوه مسلم فينسب هذا إلى الدين مع أن الإسلام هو الدين الذي يعضد الشورى ويحض عليها.
ثم يظهر التحريف والخطأ المحض في الخطبة والزواج فيتم هذان الأمران دون استشارة مع أنه محور الأمر وإليه يرجع الرأي وهو الذي سيجني الفائدة إن وجدت ويحمل الضرر إن حدث فيظن أن هذا ناشئ من الدين.
ولا أبالغ إذا قلت أن سلطة الآباء ورؤساء الأسر في مصر وعلى الأخص في الأرياف تقرب مما كانت عليه في العهد الروماني.
وتظهر هذه المخالفات بل الطعنات التي يطعنها في الدين أهله منذ الصغر منذ توضع التمائم والأحجبة، عندما يتذكر المرء ذلك بعد أن يكبر يراه منافياً للشريعة.
مع أن الإسلام في حقيقته دين الفطرة دين التقدم والرقي وقد قص علينا التاريخ ما بلغ أسلافنا من الرفعة حين اتبعوا صحيح تعاليمه.
ويظهر الفرق بين الأسر المسلمة وغير المسلمة في اختيار المدارس فترى المسيحي واليهودي كل يختار لابنه مدرسة تكون بقدر الإمكان موافقة لروح ديانته، وتراهم يختارون المدارس ليهذبوا أبناءهم لا ليضعوهم بعد في الوظائف فتجد الرجل على فقره يعد ابنه للأعمال ذات الكسب فيعرف مثلاً أن اللغة الفرنسية مفيدة في التجارة فيدخله مدرسة فرنسية فإذا تعلم أخذه بجانبه فيساعده في أعماله ويتمرن عليها وينتهز فرصة خلو ابنه من المشاغل في المساء فيدخله إحدى المدارس الليلية كالقسم التجاري مثلاً أو الحقوق فلا يحرم نصيبه من عمل ينفعه في عمله أيضاً فيما بعد، أما نحن والحمدلله فلا أمل لنا إلا وظيفة في الحكومة كذلك علمنا آباؤنا قلا يهمنا إذا تربية كفاءتنا الشخصية ما دمنا سنصبح مرؤوسين نأتمر بأوامر سوانا.
وأقرب طريق لهذا المستقبل الباهر مدارس الحكومة حيث لا نتعلم شيئاً عن الإسلام.
وهنا أبين كيف تسلط على عقول البعض أن الإسلام لا يساعد على الرقي المادي.