للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقرؤون البيان ويحرصون عليه ويكرمون صاحبه بمودتهم وانعطافهم عدا طائفة كبيرة من أمثالهم في أقطار المشرق، فالبيان والحمدلله بعناية هؤلاء قائم على بنيان متين من عقول سامية يقوم عليها كذلك بناء الأمم.

نعم إننا لا نزال نشكو مطل كثير من قومنا في حقوق الأدب وبخاصة طوائف من الأغنياء بلغ بهم الانصراف عن معنى الأمة ومقوماتها التي من أهمها نشر اللغة والأدب وما يعين على تهذيب الطباع إلى أنها عفا الله عنهم ولم يعودوا يرون أن في الإسلام زكاة إلا ما يدفعونه بقوة المحصل وكثرة الإلحاح اشتراكاً في مجلة أو صحيفة.

نشكو من هؤلاء وهؤلاء ومن طائفة ثالثة هم من أهل العلم والفكر ولكنهم يكرهون ما كان عربياً، ولا يقرأون ما هو عربي ويأنفون أن يشتركوا في مجلة عربية كأن هذه اللغة ليس في أفواه آبائهم وأهليهم وجميع قومهم ولم ذلك؟ لأنهم تعلموا في أوروبا، أفترى كل من تعلم في أوروبا لا بد أن يصير أوروبياً في لغته ومنزعه ومذهبه واحتقاره للشرق.

وهب ذلك صحيحاً وحقاً وضرورياً لهذه الأوروبية، أفلا تعلمهم أوروبا أن لكل أمة حقوقاً على أبنائها ولكل شعب لغة وعادات ومذهباً خاصاً في التاريخ وأن كل فرد من الأمة يجب عليه أن يحتفظ بمجد تاريخها ويبالغ في إظهاره والتعلق به ويزيد فيه بما يقتبس لأمته من محاسن غيره من الأمم.

وبالاختصار ألا تعلم أوروبا أن من كان مصرياً وجب عليه أن يبقى مصرياً مصرياً مصرياً ولو انتقل إلى القمر؟

أيها السادة - إني أعد من سعادة مصرنا المحبوبة أن نشأنا الجديد المبارك الذين يتخرجون من المدارس العليا سنة فسنة أخذوا يدركون أن من أجل الأعمال في خدمة الأمة مساعدة المصلحين ممن تفرغوا لخدمتها، وكنا قديماً نحسب أن شمس بلادنا الحارة تقضي بأن يكون لنا من شباب وشيوخ كثير من الأعمال الباردة ولكن هذه الآية قد الزمان إلى الأمام وأخرجت التربية الحديثة جيلاً مباركاً ميموناً يرى أن هذه الشمس الحارة تقضي عليه بأن يكون حارّ النفس والفكر والرغبة في التقدم والإصلاح والأعمال الجدية، فعلى هذا النشء الصالح الذي أدعو له من صميم قلبي أعلق مستقبل البيان. . .

ولهذه المناسبة كتب حضرة الشاب المهذب ناجي أفندي البرقوقي الذي اختار الله له أن