للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قلت: وكيف عرفت أنهما من النساء!.

فأجاب الرجل: كيف لا أعرف ذلك، ألا ترى القطعة النحاسية المرقومة بنمرة التي يلبسها كل شخص في عنقه؟. .

قلت: نعم، لقد رأيت ذلك وجعلت منذ لحظة أفكر كيف جعلتم هذا العدد العظيم من رجال الشرطة، وإذا كان كل هؤلاء من البوليس فأين أذن الناس؟. .

أجاب صاحبي: لا حاجة بنا إلى شرطة ولا إلى بوليس، بل إن أهل القطع النحاسية المكتوب فوقها نمر زوجية هم النساء وأما النمر التي بالفرد فهم الرجال.

قلت: وقد مشينا قليلاً، ولم وضعتم لكل امرأة ورجل نمرة.

فأجاب: لنميز كلاً منهما بها.

قلت: إذن أليس لكل اسم يعرف به؟

قال: كلا.

- ولماذا؟

- لك الله، لقد كان في الأسماء ظلم أي ظلم، فقد كان قوم من قبل يسمون أنفسهم عبد العزيز ولطيف وكانوا بهذه الأسامي ينظرون نظرة احتقار وازدراء إلى الذين يدعون زعرب وجحلش وهؤلاء بدورهم يهزأون بالذين يلقبون أنفسهم زعزوع وحجلوف فلكي نمنع هذا الهزء ونريح الجميع قررنا أن نلغي الأسماء بتة ونضع لكل إنسان نمرة!

قلت: ولكن ألم يحتج على ذلك عبد العزيزيون واللطيفيون؟

قال: نعم، ولكن الزعربيون والجحلشيون كسبوا منهم القضية، لأنهم كانوا الأغلبية!.

قلت: ثم ألم يصبح حملة نمرة ١ ونمرة ٢ يحتقرون نمرة ٣ ونمرة ٤؟

قال: نعم، كان ذلك في أول الأمر، ولكن عندما ألغيت الثروة، فقدت الأرقام قيمتها، ولم تصبح لها قيمة إلا في الصناعة فقط، ولكن الآن نمرة ١٠٠ لا يعد نفسه أسمى أو أكبر مكانة في شيء عن نمرة مليون.

ولم أكن اغتسلت منذ خرجت من التابوت، إذ لا سبيل إلى الاستحمام في المتحف وأحسست الألم من حرارة الجو، وما عراني من الأوساخ، فقلت ألا سبيل إلى الاستحمام الآن؟.

قال: كلا، فليس لنا أن نستحم بأنفسنا وعليك الصبر حتى تأذن الساعة الخامسة من المساء،