للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عظيماً، وسفراً كثيفاً ثقيل الوزن، لأنه لا يمكن طبع حروفها، لشدة نتوءها، إلا على وجه واحد من الصفحة، وكذلك تجد القراءة على تلك الطريقة بطيئة لأن الحروف لا تتميز بسرعة وقد استطاع بها فالنتان هوى أن يجعل العمي يقرأون، ولكنه لم يجد الطريقة التي بها يكتبون على أنه ولا ريب كان ممهد السبيل وكان الغازي الذي فتح طريقاً جديداً في العلم.

ولكن مجد هذه الخدمة الجلية للإنسانية لم يقع إلا للعلامة لويس براي، ولد عام ١٨٠٩ وكان تلميذاً في معهد الشبان العميان وقد اخترع الطريقة التي سميت بعد ذلك باسمه عام ١٨٢٥.

وأهمية طريقته أنه ابتكر أحرف هجاء خاصة، مدارها الرموز على شكل نقط أفقية وموازية، وأعطاها الأحجام المناسبة والنتوء الواجب بحيث لا يتكلف القارئ إلا تحريك أنامله تحريكاً منتظماً لملاحظة الخطوط وبهذه الطريقة استطاع العميان قراءة ١٥٠ كلمة في الدقيقة وهو المقدار الذي يقرؤه المبصر عادة، بصوت جهوري في نفس الوقت.

وكان من هذه الطريقة كذلك أن تمكن العمي من الكتابة وهذا بإحداث نتوء الخطوط والنقط بواسطة مخراز على الورق، ولكن الصعوبة الأولى في ذلك هو إيجاد وسيلة للمحافظة على اطّراد الخطوط والكلمات وسيرها على الورق بنظام، دون أن يقوم بعضها فوق بعض، ويختلط الكلام بالكلام، ولكن العلامة لويس براي، أزاح تلك الصعوبة، فوضع جدولاً على شكل لوحة من المعدن الرقيق محفورة خطوطاً متوازية، توضع فوقها صفحة من ورق خاص.

وفي هذا الإطار الذي يحتوي اللوحة النحاسية والورق توجد مسطرة صغيرة مثقوبة ثقوباً على شكل مربعات مستطيلة قائمة الزوايا كل منها في حجم الحرف، وفي هذه المربعات يخط مخراز الأعمى بواسطة هذه المسطرة النقط التي يريدها.

والرموز التي وضعها العلامة براي للكتابة هي نفسها التي وضعها للطبع، ولكن الأعمى يستخدم في الطبع حروفاً متحركة ويصف هذه الحروف في لوحات، كالمتبع في الطبع عادة، وكثيرون من العمي يحترفون الآن حرفة الطباعة وصف الحروف، ويشتغلون بجانب زملائهم المبصرين، ولا يقل عملهم في الإحسان والإتقان عن عمل رصفائهم،