للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ماهية شهرية قدرها خمسة جنيهات، فمن نوادره مع السيد البكري أن السيد طبع بعد اتصال الشنقيطي به بمديدة كتابه شرح أواجيز العرب فأقام الشنقيطي الدنيا وأقعدها وادعى أن البكري سرق هذا الشرح منه ونسبه إلى نفسه زوراً ولجأ آخر الأمر إلى المحاكم فلم تحكم له ونحن فلا نظن إلا صدقه - ومن نوادره أنه لما قدم إلى القاهرة ونزل على السيد البكري وكان يوم عيد فجاء إلى السيد البكري جماعة من العلماء يعيدون عليه وفيهم المرحوم الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر إذ ذاك والشيخ عبد القادر الرافعي فلما اطمأن بهم المجلس أراد الشيخ الرافعي أن يداعبه أو يحرش بينه وبين الشيخ سليم وكان يعرفه من قبل - فقال: لقد تنصرت بعدنا يا مولانا إذ تلبس الخف الأسود، فقال الشيخ البشري أجمع على كراهة لبس الخف الأسود، فقال الشنقيطي: ثبت في الصحيح أن النجاشي أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خفين ومسح عليهما فما لونهما فقال البشري لا أدري فقال الشنقيطي: عجباً لك تدعى الإجماع ثم تقول لا أدري فسكت الجمع وكان في المجلس أحد الأفندية فقال للشنقيطي أفدنا إذن يا مولانا عن لون الخفين المذكورين فقال له سأعلمه للعوام فتلقوه من هناك، وعلى ذلك انفض المجلس، ثم أراهم الشيخ الشنقيطي بعد ذلك كتاب الشمائل وأن الخفين كانا أسودين فلما بلغ ذلك الشيخ البشري قال إن في رواته ضعيفين فهو غير مقبول ووضع في ذلك رسالة فلما اتصل ذلك بالشنقيطي قال ما معناه: إن الضعيف لا يرد إلا بما هو أصح منه والشيخ البشري أضعف منهما.

ولعل القراء قد سمعوا بمسألة عمر وإن النجاة جميعاً على أن عمر ممنوعة من الصرف فجاء الشنقيطي وخطأهم جميعاً وذهب إلى أن عمر مصروفة وفي ذلك كلام يطول نرجئه إلى فرصة أخرى كما يجمل أن نرجئ الآن الشطر الآخر من الكلام على الشنقيطي وماذا أفادته اللغة العربية والناطقون بالضاد من علم هذا الرجل وسائر نوادره إلى عدد آخر قادم إن شاء الله.

كلمات حكيمة

قال عمرو بن العاص: إذا أنا أفشيت سري إلى صديق فأذاعه فهو في حل فقيل له وكيف ذاك؟ قال: أنا كنت أحق بصيانته، ويعزي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه - وكان