للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شريب خمر وإنما شريب ماء مثلج، فهو أحب شيء إليه، واشتد طبيبه في النصح له بأن يعمد إلى التلهي كذلك بجانب الرياضة فلم يسع ويلسون إلا الانتصاح ومضى يزور دور التمثيل وحفلات الموسيقى وحلقات الغناء على فترات صغيرة من الأيام، ومن أكبر مزايا خلقه أنه قادر على أن يخلع عنه مظهره الرسمي، ويتجرد من شؤون عمله، ويتحرر من مسؤولياته، إذا هو كان في لهوٍ أو ترويج، فلا يكاد يستقر به المقام في مقصورته من دار التمثيل وترتفع الستار عن المسرح، حتى ينسى ويلسون أنه رئيس الولايات المتحدة، وهذا التجرد من الرسميات يتجلى في حلقات لعبة الجولف حتى أن شركاءه في اللعب لا يجرأون على ذكر أية كلمة تتعلق بالشؤون العمومية أمامه وهم لاعبون وقد نسي رجل من الذين كانوا مقربين في تلك الحلقة إليه، ومكثرين من اللعب معه يوماً هذه العادة فذكر أشياء بسبيل ذلك، فلم يسمح له الرئيس بعد ذلك بلقائه أو الاشتراك معه في تلك الحلقة.

والرئيس ويلسون قصاص أحاديث طلبة، ورجل عذب المحضر، مفعم الجعبة من النوادر والحكايات حتى لقد قص على حكايتين أو ثلاثاً يوم لقائي به، وهي حكايات نذكرها في موضوعاتها وظروفها ونجيء بها تأييداً لحديث، أو شفاعة لحكمة أو موعظة.

ذلكم هو الرجل الذي أخذ على نفسه أن ينقذ الدنيا جميعاً من الشبح المخيف الذي عم الأرض: وهو الحرب، وهو الرجل الذي أراد أن ينثر نعمة الحرية في كل ركن من أركان الدنيا، ويعمم الديمقراطية في الشعوب أجمعين، وإذا كان في الدنيا رجل يستطيع أن يؤدي هذا الأمر العظيم الجليل الهائل فهو هو ذلك الرجل الذي أصبح اليوم بغريزته وعقيدته ورأسه وفؤاده سيد أنصار الحرية والسلام العام.

هو الرئيس ويلسون.