قال لادي: وهو أحب الأطفال إلى الحشرات وعلم الحيوان.
أبتاه العزيز: إنني متحير في أمر الطوفان، متعجب منه أشد العجب.
فسأله أبوه. . ومم العجب يابني؟.
قال الطفل: من مسألة السفينة، فقد تعلمت أن جميع حيوانات الدنيا كانت فوق ظهرها، وإن من كل حيوان زوجين اثنين، أليس كذلك؟
قال الوالد: هو ذلك!
فسأل الطفل: إذا كان ذلك كذلك، فماذا كانت تأكل الحيوانات آكلة اللحوم؟
وأنت فتعلم إن الإنسان يجب أن يكون أميناً مع الأطفال فلا يدلى إليهم بأجوبة مضحكة على أسئلتهم الغريبة، فإن أسئلتهم في العادة أكثر عقلاً وحكمة من أجوبة آبائهم.
قال الشيخ: وهو يزن كل عبارة يقولها - الحقيقة يا بني، هذه الأقاصيص قديمة جداً جداً، وضعها اليهود في التوراة، ولكنهم استمدوها من القوم الذين كانوا في بابل، ولعل أهل بابل التقطوها من قوم قدماء أدركوا شباب العالم، وإذا تنقلت قصة مثل هذا التنقل، فقد يضيف إنسان عليها شيئاً ويردف آخر على ما أضاف الأول أشياء، ولذلك لا يمكن أن تنحدر إلينا الأحداث على حقائقها التامة.
قال الطفل مستنتجاً: إذن فهي كاذبة لا حقيقة لها!. .
فأجاب الوالد: بل أريد أن أقول حقيقية، فقد كان في الدنيا طوفان عظيم، وأظن أن قوماً استطاعوا النجاة منه وأنقذوا معهم حيواناتهم، فلما أقلعت السماء، وجفت الدماء، نزلوا إلى الأرض وحمدوا الله على سلامتهم.
فسأل الطفل: وماذا كان رأي الذين لم ينجوا من هذا الطوفان.
قال: هذا ما لا علم لنا به.
فقال الطفل: بل بالطبع لم يشكروا الله ولم يحمدوا.
فقال أبوهم: لقد لقوا عقابهم وحسب.
وهنا انبرى دمبلس الأوسط فسأل فجأة. . هل ينبغي لنا أن نفعل كما كان يفعل عيسى؟
قال أبوهم: بلا ريب يا بني العزيز، فقد كان أنبل رجل.
فسأل الطفل: وهل كان ينام من المغرب يا أبي؟