للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الذين حوله فذهب بكل حي وجماد وزاد المصاب هولاً تفرقع الغازات المخزونة وانصب ذلك كله في البحر فأرغى وأزبد ثم هاجت الأمواج وقام فيها إعصار عظيم فخارت قواي ولم أشعر إلا وأنا في قلب البحر فرفعت عيني لأرى ما حولي وإذا الجزيرة خسفت خسفاً وغاص من كان فيها وما عليها في لجة اليم وفيما أنا أنازع البقاء إذا بسفينة إنكليزية ذاهبة إلى هونغ كنغ بصرت بي فانتشلني من اليم وكنت أنا اللقاطة الحقيرة التي نجت من ذلك المصاب الهائل لأروي خبر هذه الغرائب التي عفت آثارها ولم تبق إلا أخبارها.

الدور الزراعية

أو

نظام التعاقب الزراعي

٢

(٤) إن النبات يغتذي من التربة بجذوره من عمق يختلف تبعاً لمقدار طول هذه الجذور فإذا تعاقب زرع نباتين متماثلي الجذور فالنبات اللاحق لاتجد جذوره في التربة مقداراً وافياً من الغذاء الفعال لجودة نموه لأن النبات السابق يكون قد استفرغ معظمه منها وإذاً فلا يزرع مثلاً قطن بعد قصب ولا قصب بعد قطن لأن كليهما جذوره طويلة متعمقة ولا كتان بعد ذرة لأن كليهما جذوره سطحية فإذا زرع واحد منها عقب الآخر أجهد الأرض ولم يجد محصوله الجودة التي تكون له لو زرع عقب نبات جذوره مغايرة لجزوره حتى أن القمح لايجود عقب الذرة جودته عقب القطن مع أن القطن ينهك الأرض أكثر من الذرة الذي تكون الأرض معه عادة مسمدة له بكمية وفيرة من السماد الذي لم يتحلل كله لتغذية الذرة بل يبقى معظمه لفائدة الزروعات التالية له أما جودة الذرة النيلى بعد القمح - مع أن الأول منهما جذوره سطحية والثاني جذوره غير متعمقة فيغتذيان غالباً من طبقة متقاربة محدودة - فتعزى لأحوال أخرى ليست لزارعة القمح بعد الذرة.

منها أن القشرة السطحية عقب القمح تكون أقل اجهاداً منها عقب الذرة ومنها أن أرض القمح تبقى جافة مدة وتستريح عقبه زمناً فتستجم بذلك خصبها أما في حالة زراعة القمح بعد الذرة فإن الأرض تستمر رطوبتها وإشغالها بالنبات لأن زراعة القمح تتلو إخلاء الأرض من الذرة مباشرة.