للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومنها أن الأرض تسمد بمقادير كبيرة للذرة لأن نباته لا يجود إلا بذلك فقد استقر عند الفلاح أعداد أكبر كمية من السماد له وليس كذلك الحال لزراعة القمح خصوصاً أن جذوره وهو نبت صغير لا تكون قد تعمقت فلا تجد في الطبقة السطحية التي استفرغتها الذرة من الخصب ما يكفي لتعاني نموها.

(٥) إن بعض النبات يخصب الأرض ويحسنها كنبات الفصيلة البقلية التي منها البرسيم والفول والحلبة والعدس والترمس والجلبان والبسلة لأنها تستفيد بجذورها كثيراً من الآزوت الجوي الذي يعتبر لقلته في الأرض أهم عناصر خصبها للمزروعات وهذا الكثير الذي تستفيده من الآزوت الجوي يزيد عن حاجة نموها فيتراكم خصوصاً في جذورها التي تبقى في الآرض عقب إخلائها من تلك الزروعات التي تسمى مولدة للآزوت وتعرف الأرض عقبها في العرف الزراعي بالأرض الباق.

والبعض الآخر من النبات وهو الأكثر كالقطن والقمح والذرة والقصب والنيلة والكتان يستفرغ الآزوت من الآرض وتسمى بالنباتات المستهلكة للآزوت وتعرف الأرض عقبها في العرف بالأرض البرايب أو الشماهة أو الحصيد تبعاً لاختلاف العرف في الجهات.

فالأحوال تقتضي أن لا تتعاقب زراعة الأرض بأصناف النبات المستهلك للأزوت بل يراعي التناوب بينها وبين زراعة النباتات المولدة للآزوت حتى إذا أجهد الأرض محصول عوضها محصول آخر.

ولولا هذه النباتات المولدة للآزوت لعز الأمل في حفظ خصوبة الأرض طويلاً لأن السماد لا يمكن أن يفي بتعويض الأرض ما يستفرغه سائر النبات من خصبها حتى أرض حياض الصعيد التي تستفيد سنوياً من طمى النيل ولا تزرع إلا مرة واحدة في العام لا يجود إنباتها إلا إذا روعيت تلك القاعدة في تعاقبها الزراعي فإذا زرعت في سنة أصناف شماهة زرعت في السنة التالية أصناف باق وإلا فإن محصولها وخصبها ينحطان عن معتادهما.

وإذا نقصت كمية السماد في أي أرض عن حاجتها فليس لدى الزارع وسيلة أنفع وأقرب من الالتجاء إلى زرع تلك النباتات لتخصيب الأرض لأصناف النباتات الأخرى.

والأرض التي تقل فيها المادة العضوية كالأرض الضعيفة والمستجدة وعلامتها إن لا تظهر فيها فائدة التسميد بالسماد البلدي عاجلاً وتسمى بالأرض الجيعانة وليس أنفع لخصبها من