للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالأصناف الأخرى التي تشتد في الحرث العميق مراراً والعزيق تكراراً والخدمة الجيدة دواماً كالقطن والذرة والبصل وغيرها من المحصولات التي تزرع في خطوط - أمكن مع ذلك تعميق التربة وتنظيفها من بذور الأعشاب المؤذية وتطهيرها من جراثيم الآفات الضارة وتعريضها أكثر للمؤثرات الجوية التي لا بد منها لفائدتها.

(١٠) إن لطريقة الري المتبعة الشأن الأول في الترتيب الزراعي ففي حياض الصعيد حيث لا تروى الأرض إلا في فصل الخريف من ماء النيل مدة فيضانه فقط لا تزرع الأرض إلا أصنافاً شتوية قمح وفول وبرسيم وشعير وحلبة وعدس وترمس وجلبان الخ يبذر بذرها تقاويها عقب تصفية المياه عن تلك الحياض ثم تترك الزراعة إلى أوان الحصاد أو الرعي إذا كانت من نباتات العلف - بدون شيء من الخدمة غالباً ثم بعد إخلاء الأرض منها تترك بائرة إلى الفيضان التالي فتروى وتزرع كالسابق وهكذا أما في أرض الترع حيث توجد مياه الري طول السنة تحت تصرف الزراع ومثلها بعض أرض الحياض القريبة من ساحل النيل أو التي بها آبار ارتوازية تزرع الأرض بأنواع الزروعات الشتوية والصيفية والنيلية.

فبوجود المياه دواماً يمكن تنظيم دورة زراعية تامة أي لا تقتصر على فصل دون فصل ولا مزروعات دون مزروعات ويمكن للزارع استغلال الأرض بأقصى ما يتيسر له من الوسائل الأخرى الممكنة.

فبعض المزروعات تستدعي رياً منتظماً في فترات متقاربة مقدرة طول مدة وجودها بالأرض كالقطن والقصب والتيل والبرسيم المسفاوى الخ وبعضها يكفي فيه الري مرة واحدة قبل البذار كالقمح والشعير والفول والبرسيم البعلي وغيرها من المزروعات التي في أرض الحياض.

فمن هذه الوجهة ذات الشأن الأول تنقسم الدورة الزراعية إلى قسمين أصليين الدورة المتبعة في أرض الري المستديم والدورة المتبعة في أرض الري الموقت

ومما يلاحظ هنا أن بعض النباتات يستدعي وفرة المياه لنموها كالنباتات المائية التي أشهرها الأرز والدنيبة فإنها لا تنمو إلا بوجودها في الماء دواماً واذاً فلا تزرع بنجاح إلا حيث تكون المياه وفيرة حتى في فصل التحاريق الذي تقل فيه المياه عادة لذلك يجب أن