للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وطائفة من فتاوى الكتاب والفلاسفة في ذلك

من بين المسائل الاجتماعية التي أحدثت المناقشات الكبرى، وجرت فيها الأبحاث، وتشعبت الآراء، وتضاربت الأحكام مسألة الشراب، وإمكان إبطال الخمر في العالم بأسره، وقد اشتدت المنافسة فيها في بلاد الفرنجة أبان الحرب، وخلال أيامها وأعوامها، ولا ريب في أن وطيس الجدال سيحتدم، وحرارة البحث ستشتد، بعد أن أصبح السلام على قاب قوسين وأدنى، وأوشكت عهود السكينة تستقر، وأيام الهدوء والوئام تستتب، ولعل هذه المسألة الحيوية الكبرى، إنما أقامت الكتاب والاجتماعيين وأقعدتهم، ولفتت إليها الأنظار، وأصابت المكان العظيم من الأذهان، لأنها تتعلق نفوس ألوف من الناس، وأكباد جموع عظيمة من الإنساني، ولأنها تفتح أبواباً كثيرة من القول، وتتباين فيها الآراء، وتصطدم فيها الأحكام.

وقد وضعت إحدى المجلات الكبرى في الغرب هذه المسألة على بساط البحث، واستنزلت آراء كثيرين من كتاب الفرنجة وأقطاب فلسفتهم ومفكريهم، فجاء من نواحيهم طائفة طيبة من الخواطر، لا تزال مختلفة جد الاختلاف، وقد أثارت الخواطر والأذهان تلك الحقيقة الجديدة الغريبة، وهي أن كندا وأمريكا استطاعتا أن تبطلا الشراب بتاتاً في بلادهما ومدائنهما فضجت ضجة الغرب وأرادت إلا أن تجد لها سبيلاً على أن تحتذي حذوهما، وأن تبتكر الوسائل لقتل هذا الشبح الذي اشتدت أذاته بالناس.

وستجد أيها القاريء أن الفتاوى التي نسوقها إلك فيما يلي إنما جاءت من الكتاب والمفكرين، ولا ترى أثر للساسة وأقطاب الحكوميين، ولذلك نقول أن جميع الوزراء والسياسيين الذين طلب إليهم الإدلاء بآرائهم، رفضوا أن يصدعوا بها ويجاهروا إشفاقاً على مراكزهم السياسية، ومكانهم في الحكومة.

وإليك هذه الفتاوى وأسماء أصحابها:

رأي برنارد شو

الفيلسوف العظيم

إن الرأي الذي أدلى برنارد شو رأي قاطع، وحكم لا تردد فيه ولا زعزعة ولا اضطراب، إذ أجاب وقد سئل رأيه:

يجب أن يمنع بيع المشروبات الكحولية الشديدة طلباً للربح، وطمعاً في الكسب الوفر، منعاً