للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القوة والسلطان والتأثير بحيث يشستطيع التغلب على الذين يعارضون فيها ويصرون على أن لا يروها. وأنا لا يسعني إزاء بعض أولئك غلا أن أشترك معهم في العاطفة وأشفق عليهم لأنني أرى الصعوبات التي تحول دونهم. وأنا لا أدعي القول بأنه من السهل الاقتناع بأن الشخصية والذاكرة يعيشان بعد فناء الذهن. بل كل ما أقوله هو أنه قد وجدا يعيشان. وهذا يمكن أن يشير إلى أن الذهن ليس إلا أداة أو عضوا يستخدمه شيء غير محسوس مطلقاً، شيء يوجد في العالم النفساني لا العالم البدني، شيء لم يكتمل ويصيب النماء إلا باشتراكه مع البدن أو المادة. ومن هذا يصح أن نعرف الذهن بأنه أداة من أدوات البدن، أداة صلة واتصال، لا أداة مفكرة قائمة بذاتها لأن الذهن الذي لا هيئة له والغير مجسم لا بد له من وسيلة إلى إعلان نفسه وإثباتها وإظهار حقيقة وجود ولكن هذا لا يستلزم أن تكون هذه الوسيلة من المادة العادية التي نعرفها أو إذا كان لا بد من ذهن لأجل الاتصال بنا في هذه الأرض فيجوز أن يستخدم جزء من ذهن شخص آخر لهذا الغرض الوقتي، فذهن هذا الشخص هو الذي نسميه - الواسطة - أي واسطة الاتصال والمخابرة.

قال الكاتب: إذن فهل أتعقد أنكم ترون استقلال الذهن عن المادة أمر ثابت؟

قال العالم: أجل إن الذهن أبقى وأثبت من أداته البدنية وهو يعيش ولا ريب بعد هذا البدن الحاضر الملموس ويبقى على حاله قائماً بلا تغيير.

فسأله الكاتب: أيمكن أن تشرح لي كيف أهتدي إلى تقرير هذه الحقيقة؟

فأجاب: من الناحية العامية بما يشهده بعض الأشخاص الذي يفقدون أحبابهم والأعزاء لديهم ومن الناحية العلمية بطريقة التخاطب وضروب أخرى معقدة من الأدلة لا تزال في استمرار.

قال السائل: هل يمكن أن تشرح لي الطرق العامية أو العادية لإثبات هذا الأمر؟

فأجاب: بلا ريب، فإن فريقاً كبيراً من الناس الذين يفقدون أقاربهم يذهبون إلى - واسطة - يوثق به فلا يذكرون له أسماءهم ولا يتطلب الواسطة منهم معلومات أو استفهامات. ولا يقول الأشخاص لهم كذلك شيئاً منها، والواسطة كذلك يفضل أن يكون جاهلاً بزبائنه كل الجهل. وفي بعض الأحيان يصحب شخص آخر ليثبت ما يدور من الكلام، ففي كثير من هذه الأحوال بل أقول في معظم هذه الأحوال، يرى أن الدليل قوي جداًـ قاطع مدهش إذ