والوصف الشائع في مثل هذه الأحوال هو وصف المنزل القديم الذي كان يقيم فيه الميت والأثاث والصور المعلقة فوق الجدران، بل كثيراً ما يذكر أسماء الكتب المصفوفة في المكتبة.
قال السائل: وهل يجيب الموتى على أسئلة معينة؟
فأجاب سير أوليفر لودج: إنهم لا يتذكرون دائماً ما يتوقع السائل منهم أن يتذكروا، لأنه من الصعب أن تكره روحاً على أن تعود إلى ذكرى شيء نسيته وتعفى واندثر من لوحتها، ومن الحوادث التي نستشهد بها هو أن شابين صديقين حميمين ماتا من مرض في أثر بعضهما البعض ولكن كان كل منهما في بلد بعدي عن بلد صاحبه، فلما مات أصغرهما وهو هربرت حبس الأصدقاء هذا الخبر عن الصديق الآخر، على أنه عندما مرض هذا وجاءت ساعة المنية، قال وهو يبتسم: أهلاً بك يا هربرت مسرور لرؤيتك!
ومن الأمثلة التي ذكرها السير وليام باريت في كتابه الحادثة التالية: وهي أن ضابطاً من المستشهدين في الحرب قال بعد انتقاله إلى العالم الآخر على لسان الواسطة أنه يريد أن يرسل دبوس ربطة عنقه، الموجود في أمتعته إلى سيدة ذكر اسمها وعنوانها وقال أنه خطبها سراً وأراد الاقتران بها، ولم تكن أسرته تعرف شيئاً عن هذا من قبل، فلم يسعهم إلا أن يكتبوا خطاب استعلام بالعنوان الذي ذكره ولكن الخطاب أعيد إليهم وقد كتب فوق الغلاف (غير معروف) فظن القوم أن الأمر خيال متخيل. ووهم من الأوهام على أنه عندما جاءت أمتعته من ميدان القتال. وجدوا بينها الدبوس الذي أشار إليه ولما اكتشفوا وصيته التي كتبها قبل مماته، رأوا اسم السيدة صحيحاً كما ذكر، وقال عنها في الوصية أنها الوارثة له، فقبلت الخطبة واعترف بزواجه بها. وكذلك كان كل شيء مما قال صحيحاً إلا العنوان، وأنا لا أعرف سبب هذا الخطأ في العنوان، على أن العادة في مثل هذه المخابرات أن يكون جزء منها خطأ، ولعل هذا يرجع إلى الصعوبات التي تعاني في مثل هذا التخاطب، أو على عودة الواسطة فجأة إلى حالته الطبيعية، كما يكون من الإنسان إذ ينتبه بغتة من الحلم ثم إذ تغفى عينه ثانية يعود إلى حلمه فيسترسل فيه.
قال السائل: إن أمثال هذه الأغلاط تجعل م الصعب الاهتداء إلى أدلة مرضية مقنعة.
فأجاب ذلك العالم المشهور: بلا شك فإن هذه الأدوات الإنسانية التي تستخدمها في التوسط