للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقول: يا غزالي إنني لأود أن يكون الجنين أنثى! فهل تود ذلك أنت ايضاً؟

فيقول: ودي ودك. . ومشتهاي ومشتهاك.

فتعود قائلة: ولكت ألا تظن يا غزالي أنه لو كان ولداً لكان أحسن وأغلى وأعز!.

فيجيب: هو ذلك. بل سيروح آية العجب!.

فتسأله: وأنت فماذا تطلب حقيقة، أيهما تريد؟

فيقول: (أيهما) إني لا أيد أن أختار، كلهما عزيز جميل.

وإذ ذاك تنحني إليه فتقول: إني أحبك أيها الغزال، إني أراك حلواً عذباً فاتناً.!

فيمد يده فيأخذ راحتها فيبلغ بها خده ويروح يلاطفها أشد الملاطفة وهو يهمس في أذنها إذن فلتبقي على هذه الفكرة دائماً. . .!.

عندما يقول الطبيب للزوج المكفهر الوجه الواجم المرتعب أنه قد تم الحال على أحسن منوال وأنه قد أصبح والداً لوليد صحيح سليم. لا يني يردف هذه العبارة بأخرى وهو أن يذهب إلى عيادته فيحضر له الجعبة الفلانية أو الأدوية الفلانية. . وهي عادة قديمة يريد بها الطبيب أن يعد الزوج عن فراش زوجته النفساء، ويهيئ له ما يعمل حتى تتولى عنه الأفكار المزعجة، وهي عادة حمقاء طائشة قد يتبعها أذى، ولهذا ينبغي للأطباء إطراحها وإهمالها.

إذ يحسب الزوج المروع المسكين أن حياة زوجته وقف على إحضار تلك الجعبة الفلانية فيشتد ألم نفسه، ويعظم عذابه وتذهب نفسه شعاعاً وروحه حسرات وخفقات ولهفات.

وكذلك انطلق نوربرت لإحضار تلك الجعبة وأطلق ساقيه للريح فما وقف ولا أراح حتى بلغ عيادة ذلك الطبيب، وما تريث ولا ني وهو يعدو عائداً بالجعبة إلى البيت. وكان وهو يجري يؤدي لله فريضة وهي بين الدعاء والبكاء، والتضرع والنسيج فأما الدعاء فشكر لله وقنوت وحمد وتسبيح، وأما الدموع والعبرات فخوف وخشية وفرق. وسمعه الناس وهو يجري هامساً تتردد على شفتيه هذه الكلمات: الله يا رب يا رب طفل طفل اغنمها السلامة أغنمها السلامة وسمعه آخر، وكان الوقت في بكرة الصبح ومنبثق الفجر يقول: ويلاه لو أن حادثاً حدث، واحر قلباه لو وقع واقع.

ولا ريب أنه حدث حادث، وذلكم هو نزول وليد جديد إلى الدنيا ما كاد يهبط الأرض حتى