للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أبناء عثمان حفاظ وقد عهدوا ... تاريخ عثمان فيه الفتح والعظم

هم الحماة لاعلاق الجدد فلن ... يرضوا بأن ينثر العقد الذي نظموا

خلتم طرابلس الغنم المباح لكم ... وشر ما قتل الخداع ماغنموا

هناك يلقي سراياكم وإن ثقلت ... احلاس حرب خفاف في الوغاي هضم

يغشون بكر الروابي وهي ناهدة ... فتكتسيهم على عرى وتحتشم

وربما طرقوا الطود الوقور ضحى ... فهو الخليع يصابيهم ويغتلم

ورب واد تواروا فيه ليلتهم ... فحاطهم بجناحيه وقد جثموا

عطف العقاب على أفراخه فإذا ... تواثبوا قلقت من روعها الأكم

أتنظرون بني الطليان معجزهم ... وتذكرون الذي أنساكم القدم

هل في الجيوش كما فيهم مباسطة ... مع المكاره أما لزت الأزم

جند من الجن مهما أجهدوا نشطوا ... كأنما الضيم بالأعداء دونهم

مهما تشنعت الحرب الضروس لهم ... أعارها ملمحاً للحسن حسنهم

متى صلوها وفي الجنات موعدهم ... فالهول عرس ومن زيناته الخذم

والأرض راقصة والريح عازفة ... والجد يمزح والأخطار تبتسم

مغلبين ولا دعوى ولا صلف ... معذبين ولا شكوى ولا سأم

وقد يكونون في بؤس وفي عطش ... فما يقي الغرماء الري والبشم

الجوع قبح من كفر وإن ولدت ... منه أعاجيبها الغارات والقحم

هو القوي الذي لا يظفرون به ... وهو الخفي الذي يفنى ويهتضم

لا تتركوه يراديهم وقد قعدت ... بلا قتال تلاشي بأسها البهم

يارب عفوك حتى الماء يعوزهم ... فمر تجدهم بنقع الغلة الديم

لا خطب أبشع من خطب الأوار وقد ... باتت حشاشاتهم كالنار تضطرم

لكن أراهم وفي أروحهم علل ... مما تواعدها الثارات والنقم

كونوا ملائك لا جوع ولا ظمأ ... وليغلبن نظام الخلق صبركم

ألستم الغالبين الدهر تدهمكم ... منه الصروف فتعي ثم تنصرم

أليس منكم أوان الكركل فتى ... يصول ماشاء في الدنيا ويحتكم