للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد غلت حاج الحياة إلى حد شنيع لم يقع في بلد من بلاد الله إذ بلغ رطل اللحم وكان يباع في الماضي بعشرين إلى ثلاثين كوبيك - بخمسة عشر روبلة أي بنسبة فرنك إلى ٣٥ فرنكاً، وثمن رطل الخبز عشر روبلات، بعد أن كان يباع بعشرة كوبيكات، أي بنسبة مائة ضعف، ولما لم يستطع البولشفيون أن يجدوا دواء لعلاج هذا الويل الوبيل فكروا في تجنيد أهل الطبقات الوسطى وإكراهم على العمل في المنافع العمومية وفي الحقول والمصانع لكي يعينوا الفقراء على الحياة ولكن الفقراء لا يزالون أشقى حظاً من سواهم.

الهول عام

فإذا كان الصناع في شقاء تحت نظام هدم جميع أساس المجتمع، محا جميع أصول العائلة والملكية واحترام الحقوق وحرية العمل فما نصيب البقات الأخرى من الشقاء، ونحن نقول أن كل شخص ليس من عامة الشعب يسام العذاب ألواناً وقد أصبح جمع من الأشرار قلائل في يدهم عسف الشعب والطغيان فيه وتعذيبه وهدم سعادته، وقد اتخذ البولشفيون في الطغيان وسائل كثيرة لم يفكر في مثلها نيرون الطاغية العظيم، فإن الطبقات الوسطى (البورجوا) لا نصيب لها في الحياة إلا التقتيل وسلب أموالها والسجن والذبح لأوهى الأسباب، حتى لا يستطيع رجل منهم في المدائن الكبيرة أن يخرج مساء من داره وقد حوصرت منازلهم، ووقف الموت بأبوابهم، ولا تستطيع أن تحصي عدد السفاكين الذباحين، جنوداً وبحارة أو لصوصاً لابسين لبوسي الجنود والبحارة ومسلحين ببنادق أو المسدسات. ولا يفترون عن القتل في المنازل والسجون والمستشفيات وفي الجيش وفي الريف وفي كل مكان لأسباب أوهى من نسيج العنكبوت. وقد ماتت الحرية الشخصية وجن جنون البولشفية، فبعد أن جعلوا الناس شركاء في الاجتماع أبوا تحت تأثير تلك الجنة المرعبة إلا أن يجعلوا النساء حقاً اشتراكياً مباحاً للجميع. وهذه الجريمة هي كبرى الجرائم التي ارتكبها أهل البولشفية.

ولكي تعلم النزعة البلشفية في الآداب والأخلاق فعليك صحف القوم وأوراقهم ورسالاتهم تر الدليل القاطع فإن الصحيفة التي ينشرها البولشفيون تحت عنوان الفقر كتبت في عددها الصادر في ٢٧ ديسمبر عام ١٩١٨ ما يأتي: في مدينة نيفل تقرر تجنيد الطبقات الوسطى (البرجوا) في المدن والقرى، وعلى أهل هذه الطبقة أن يشتغلوا بلا أجر وقد قررت اللجنة