للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مباهج اللهو المتشعبة ومذاهبه المتفرقة بل خذ في أيها بشرط أن تندفع فيه اندفاع الجاد المعتزم الذي وجه كل همه وأقبل بجل روحه على ما قد اختار من الملهى. وأفضل شيء أن تغوي ضرباً بعينه من الملاهي - الموسيقى أو التصوير أو السباحة أو ركوب الخيل أو الصيد أو جمع النوادر من الحشرات أو الصور أو الكتب وهلم جرا.

وتناول من الطعام الساذج المغذي فخذه في أوقات محددة. وثمت من رأي شائع وهو أن الطعام لا ينهضم إلا إذا أكل بشهية حادة. فهذا من الأغلاط الشائعة. إن الطعام بلا شهية قد يبطئ هضمه ولكنه سيهضم في النهاية ولاسيما إذا أعنت عملية الهضم بالاستراحة.

وبعد ذلك فإنك إذا جمعت بين حسن الغذاء وقلة التعب فقد هيأت لنفسك أصلح الحالات لاستجلاب النوم. على أنك تستطيع أن تزيد هذه الحالة صلاحية وذلك باستحمامك قبل الذهاب إلى الفراش في حوض مملوء بالماء الفاتر. ولتكن حرارته أقل من حرارة بدنك بمقدار طفيف. ولكن راع أن تكون طريقتك في هذا هي مجرد وثبة في الماء تتلوها وثبة منه بل يلزمك الاستمرار فيه ما دمت تشعر له بلذة.

هذه كلها علاجات تنفعك في داء الضجر ولكن ماذا عساها تفيدك إذا كان الداء قد بلغ منك أقصى مبلغ. واستأثر بذهنك وروحك أيما استئثار. ألا ترى أنك بعد كل هذه العلاجات تذهب إلى الفراش وأنت أخوف ما تكون من أن كل هذه الوسائل لن تطرد عنك الأرق؟ فتستلقي في فراشك وتشرع في مضايقة نفسك وتنغيصها للسبب الآتي وهو أنك تخاف أن خوفك من الأرق سيجلب عليك الأرق.