للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وطنه الأصلي واستمرت هذه الأفكار والعواطف تؤثر فيه تأثيرها غير أن هذا الصميم (صميم الأمة الآرية) كان قد كتب عليه أيضاً أن يفقد هذه البقية الباقية من الفكار والعواطف. وذلك أن القوم طاب عيشهم وصفا زمانهم ولاحظتهم عيون الإقبال والسعادة وانفسحت لهم نعمة فانغمسوا في اللهو والترف وباتوا بمعزل عن الحياة الجدية العملية التي كان يحياها أخوانهم الآريون الغربيون - وكانوا فوق ذلك واقعين تحت تأثير مخيلاتهم التي كانت مخصبة لدرجة فاسدة مريضة ولم يكن لهم نظام أخلاقي أدبي موضوع في قانون نافذ فعال ففقدوا عقيدة اسلافهم الروحانية ثم أحرزوا على توالي الأيام قانوناً - ولكن هذا القانون كان يمثل تلك الأفكار التي تتفشى في عصور مادية قذرة خبيثة.

ثم حدثت بعد ذلك ثورة نشأت عن غرائز ثورية وسلبية تسلطت على الذهن الهندي، ولكن البوذية على ما امتازت به من الأغراض السامية والمطامح العالية لم تكن بأية حال ديانة إيجابية فعلية. فهي وإن وافقت الزاهد المنعزل المتعبد عديمة التأثير على الجماعات والجماهير. وإن فشلها وخيبتها مع وجود أحسن الظروف ملاءمة ومناسبة كانت خاتمة سيرتها في الهند باعتبارها نظاماً دينياً.