عنه ذلك من التفرق والانشعاب وذلك يكفيني لأنصلت في طريقي مجتمع القوة مثابراً على السعي والدؤوب حتى تصل بي الأيام إلى حافة القبر - القبر الذي ستوجف إلي ساعته إن لم أكن في طلبه دائم الإلحاح مرتفع العقيرة.
فانهضي أيتها العزيزة وانشطي من عقال الأحزان وانفضي عنك غبار الهموم واعلمي أن مسيرنا سواء أرمضتنا الهموم أم لم ترمض ضربة لازب - ذلك المسير الذي تجلل وجوهنا فيه تلك الابتسامة الحزينة ونتقارض فيه التشجيع. إنا نحمل بين جنبينا سراً مقدساً لا يجب أن نزيله لمخلوق مهما تعاظمت قدرته وتعالت كلمته، تقولين أن حياتك خاوية فارغة - أكانت حياتك ناضبة من فعال الخير ممحلة من الحب فأعيدي ذكر والدتك وافعلي الخير وارتقبي عناية الله واعلمي أن وجودنا ليس سخرية من الله وإنه لم يرسل في نفوسنا عبثاً ذلك النزوع إلى الكمال ولم يلهمنا ضلة ذلك الطموح إلى السعادة الذي نشقى منه الآن وثقي بالله الأيام الباقية.