يصنع ذلك ولكن بفرد واحد من الجماعة. والحديث وحده قد يكفي فرداً آخر. ولكن المسوى الأعظم والموحد الأكبر هو الخمر التي ما زالت اليوم على عهدها يوم (أبصرها الماء فاحمر خجلاً) ويوم استحلت الستة الأوعية المملوءة ماء إلى خمرة صرف عتيقة.
نرجع بعد هذا الاستطراد إلى ما كنا فيه من موضوع المحادثة مع الرجل الإنكليزي ذي الفطنة والذكاء. فنقول:
يبدأ المتحادثان بالمناوشة ببضعة معان خفيفة - تبحث عن الأفكار وتستكشفها كما يفعل الكيماوي الكهربائي عندما يحاول استكشاف تياره، فيستعمل ورقة من عباد الشمس الأزرق للاستدلال على الأحماض وورقة تورموريك للاستدلال على القلويات - طريقة الكيماويين في تعيين ماهية المركبات المجهولة. وتارى ترى المتحادثين يرميان المسبار في الماء ثم ينتزعانه فيفحصان ما جاء به من الرمل والمحار ليعرفا هل سيبقيان طويلاً في الأوشال والطحاطيح (الماء القليل القريب القعر) أو قد أشرفا على الغمار وأوشكا أن يلقيا (حبل الماء العميق).
إن تيار أفكاري منقسم إلى ثلاث طبقات فوق بعض. وبيان ذلك أني إذا جالست إنساناً فطفق يتحدث إلي تبعت أقواله وأحواله بالطبقة العليا من تيار أفكاري ولكن تحت هذه الطبقة العليا يفيض تيار آخر سفلي من انتقاداتي على أقواله وأحواله وتحت هاتين الطبقتين تجري طبقة ثالثة من شعور مستقل لا علاقة له بما فوقه. وهاك بيان هذه النظرية بالكتابة.
(أ) الطبقة العليا - الفكر وهو يتبع امرأة تتكلم.
(ب) الطبقة الوسطى - الخواطر التي تصحب الطبقة العليا.
(ج) الطبقة السفلى - وسوسة فكرة ذاتية مترددة ملحة.
الشرح
(أ) حلة بيضاء ذات أهداب زرقاء محلاة بأزهار حريرية وباقة من زهر التفاح - أساور دمالج وقلادة من اللؤلؤ وقرط من اللؤلؤ وقرط من الذهب - حذاء من القطيفة وجورب من الحرير الأبيض.
(ب) خيبة الله على هذه المرأة! يا للسخف ويا للحماقة! ما أرذل هراءها وما أثقل ثرثرتها