للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقويمها وتاريخها

طرابلس الغرب ولاية عثمانية على ريف أفريقية الشمالية يحدها شمالاً بحر الروم (البحر الأبيض المتوسط) وجنوباً صحراء ليبية وفزان - وشرقاً صحراء ليبية ومصر - وغرباً تونس والجزائر واقعة بين ٢٣ْ ١٥َ ٣٣ْ عرضاً شمالياً - وبين ١٠ْ، ٢٠ْ طولاً شرقياً على وجه التقريب وتبلغ مساحتها نحوا من ١. ٠٥٠. ٠٠٠ كيلو متراً مربعاً فتكون مساحتها مثلى فرنسة وثلاثة أمثال مساحة إيطالية ومع ذلك لا يكاد عدد سكانها يعدو ألف ألف نسمة وهم ما بين بربر (مغاربة) وعرب (نزحوا إليها قبل الفتح الإسلامي وبعده) وترك وزنوج ومالطيين وإيطاليين. وجميع العرب والترك والبربر مسلمون عدا فئة قليلة من اليهود

وهي تنقسم الآن إلى خمس متصرفيات (١) متصرفية طرابلس وقصبتها مدينة طرابلس وهي على أنفٍ داخل في البحر ويبلغ سكانها نحواً من (٦٠) ألف نسمة معظمهم مسلمون وهي مرفأ مأمون محصن بالقلاع أشبه بمضيق ويحيط بها صور قديم من الجهات الثلاث واستحكامات وماقل على هضاب طبيعية وهي مركز تجارة الولاية كلها مع ما وليها من داخل أفريقية وأكثر تجارها من اليهود وتتصل تجارتها في البحر مع مالطة وبلاد اليونان ومرسيلية وتريستة وسائر بلاد المشرق - وتسير منها القوافل إلى كل ما جاورها من البلاد - ويكتنف المدينة حدائق ورياض وأرض خصبة وفي المدينة آثار هياكل وسدود رومانية أهمها (قوس النصر) المشيد سنة ١٦٤م وهو مبني بالمرمر وعليه كثير من النقوش الجميلة وفيها مسجد كبير قائم على ستة عشر عاموداً من المرمر وكان في القديم بيعة للنصارى. وستة مساجد أخرى كبيرة عدا المساجد الصغيرة والزوايا. وثلاث كنائس للنصارى. ودير للفرانسيسكانيين. وثلاثة معابد لليهود. وحمامات وأسواق. وشوارعها ضيقة معوجة وأكثر بيوتها طبقة واحدة. وينسب إليها كثير من العلماء والأدباء مثل عمر بن عبد العزيز بن عبيد بن يوسف الطرابلسي المالكي المتوفي في بغداد سنة ٥١٠ هجرية - وأبي الحسن علي بن عبد الله ابن مخلوف صاحب تاريخ طرابلس الغرب المتوفي في مكة سنة ٥٢٢ هجرية - ومحمد بن شعبان الذي قدم الاستانة سنة ١٠١٦ هجرية وولاه شيخ الإسلام صنع الله بن جعفر قضاء بلده وله من التآليف كتاب تشنيف المسمع في شرح المجمع وهو شرح