أن تضيعها - ول يعينك صنف المرأة التي تهواك - فكل ما عدا نعمة الحب باطل لا قيمة له
وإذا كنت أمراً عادياً فأكبر ظني أنك تطيل الفكر والتدبر قبل عقد نيتك وإجماع أمرك. ولكنك تكون جديراً أن لا تعول على أدنى شيء مما تتوقع أن نجده في عشيقتك
وإن كنت ضعيفاً سخيفاً مليئاً أن ترسو وترسخ وترسل جذورك حيث تصادف قطعة من الطين مهما قلت - فإني أنصح إليك أن تتخذ درعاً حصداء نتقي بها كل شيء. فإنك إذا أذعنت لخلقك الضعيف وطبعك السخيف عيق نماؤك واكدى شبابك ولم تنتشر لك فروع وأغصان وراء مرسى أصولك ومغرس جذورك. فلا تلبث أن تذبل وتذوي كالنبات العقيم ثم لا تزهر ولا تثمر وينتقل ماء حياتك إلى شجرة أخرى. وتصير كل أعمالك ومجهوداتك أصغر من ورق الصفصاف. ثم لا تسقى إلا من ري مدامعك. ولا تغذي إلا من مادة قلبك
وإذا كنت متحمساً ملتهب الحمية تصدق بالخيالات والأحلام وتريد تحقيقها فليس لك عندي جواب سوي لا وجود للحب
لأني موافق على ما تراه من أن الحب إنما هوان يهب المرء نفسه روحاً وجسماً! وبعبارة أبلغ أن يجعل المرء من شخصين شخصاً - والحب هو التقلب في ضياء الشمس وفي الهواء النقي وبين الزهر والريحان بجسم ذي أربعة اذرع ورأسين وقلبين. والحب هو اليقين والإيمان. وهو دين السعادة الدنيوية والنعيم الأرضى. وهو مثلث مستنير في سقف هذا المعبد المسمى الدنيا. والحب هو أن يرتع المرء إرجاء هذا المعبد وإلى جانبه مخلوق يستطيع أن يفهم لماذا يستوقفك خاطرا أو كلمة أو زهرة أثناء سيرك فتدعوك إلى رفع رأسك إلى ذلك المثلث السماوي. هذا ولا ننسى أن أعمال المرء أشرف ملكاته نعمة كبرى ومن ثم كان للعبقرية. أتعرف من جمالها وروعتها. فما بالك إذن بمضاعفة هذه الملكات ويضم فؤاد إلى فؤاد وذهن إلى ذهن - إلا أن هذه لهي السعادة القصوى. والنعمة العليا. وما من الله على عبده بأكثر من هذا ولا أجزل. ومن ثم فضل الحب حتى على العبقرية. فبالله الا ما خبرتني - أكذلك رأى زوجاتنا في الحب؟ كلا! فغير ذلك في الحب رأيهن. وإنما الحب عندهن هو السير مقنعات وكتابة الرسائل الغامضة المبهمة والمشي على أمشاط أقدامهن. والنكيت والتبكيت والنظرات الفاترة والالجاظ المراض وإرسال الزفرات العفيفة