للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العلمية كي لا يفوتهم نصيبهم فيها لهذا أصبحت المدارس (مدارس صناعية) تعلم فيها القراءة والكتابة والحساب ثم يدرب طلابها على كل ما يحتاج إليه معيشة القرى من الصنائع كالتجارة والحدادة والزراعة وأعداد الكتان والصوف والغزل والنسيج وما إلى ذلك.

والمدارس الصناعية الحديثة تضيف إلى ذلك تعليم الفلاحة وزارعة الحدائق ومن هنا يمكنك أن تتصور مقدار حب الأهالي ومقدار إقبالهم على هذه المدارس التي تعود بهذا النفع العميم. وحسبنا دليلاً على ذلك مئات المدارس من هذا النمط التي أنشأها المزارعون أنفسهم في المدة الأخيرة. ويكفينا برهاناً على ضمان استمرارها في سبيل التقدم والنجاح تلك الهمة العالية التي يبذلونها في موسكو لتدريب معلمين أكفاء لهذه المدارس الصناعية.

ففي ميدان (اكاتير نسكي) يوجد بناء عظيم تحيط به حديقة شاسعة واسعة تبلغ مساحتها أفدنة عديدة - كان قبلاً مدرسة داخلية لبنات الأغنياء وعليه القوم. أما الآن فهو يجمع بين جدرانه ٣٠٠ مدرس انتخبهم السوفيت من جميع أنحاء روسيا وأركانها وهو يعيشون في تلكم الدار إذ بها العد الكافي من غرف النوم وقاعات التدريس وورش الصناعة كما أن بها مثل ذلك لعدد كبير من صغار التلاميذ ذكوراً وإناثاُ يستخدمون لتدريب المدرسين وتمرينهم. أما إدارة هذا المعهد العظيم ففي يدي اثنين - امرأة ورجل - لهما كفاءة عظمى في التدريس، ومهارة فائقة في حسن الإدارة وحظ وافر من جميل الخلق وهمة لا تحد في إنجاز الأعمال وهناك تعطى النظريات أولاً ثم تطبق عملياً في (الورش).

التعليم العملي

فكانت نتيجة ذلك أن دبت في القوم روح سارة كادت أن تؤدى بنفسي إلا الحسد. وأنت يمكنك أن تعرف قيمة هذا المعهد وأهميته حينما تعلم أن كل من تخرج منه يرسل إلى بلدته لينشر فيها ما اكتسبه من علوم وصنائع. أما التلاميذ الصغار فإن سوادهم الأعظم من أبناء العمال وكلهم في أحسن صحة، وخير حال، وأقوم خلق، وإن مداركهم لتنمو بسرعة حتى إن منهم من يظهر ذكاء نادراً وحذقاً فوق المنتظر. وبهذه الطريقة الناجعة تسني لهم أن يربوا ملكات نشئتهم ومواهبهم الطبيعية ويستخدمونها في صالح روسيا ولولا ذلك لظلت خافية مختبئة إلى أن تذوي وتموت دون أن يستفاد منها شيء.