أما عمال المدن والمصانع الكبرى فقد أعدت لهم الفصول ووضعت لهم البرامج لتعليم العلوم الصناعية والفنون المختلفة. ولما كانت الحاجة شديدة جداً إلى أمثال هؤلاء العمال قامت الحكومة فاتخذت لهم مدارس من الدور الكبيرة وردهات المطاعم ولا أندية.
والعناية موجهة أيضاً إلى فني الموسيقى والتمثيل ولقد صادف المسرح من الشباب ميلاً عظيماً حتى أن عدد الملتحقين به في موسكو وبتروغراد أصبح هائلاً لدرجة مدهشة.
وسن ابتداء العمل هي السادسة عشر، وإذ ذاك يكون العمل ست ساعات فقد بينا تقضى الساعتان الباقيتان من اليوم في الدرس والتعليم وذلك لمدة عامين ويؤمل فيما بعد أن ترفع سن ابتداء العمل إلى الثامنة عشر. أما في هذه الأيام فنظراً لحاجة الأمة وافتقارها الشديد إلى الأيدي العاملة صرح أن يكون سن العمل من الرابعة. على شريطة أن يشتغل ذلك العامل الصغير أربع ساعات فقط ثم يقضي الأربعة الأخريات في قاعة الدرس. وإني لأرى في هذا النظام النية الخالصة لخير النشء الروسي والاحتفاظ به أن يناله أقل ضير.
وبينا كنت حاضراً مؤتمراً عقده المدرسون ليقرروا رأيهم إزاء مسألة التجنيد إذ أتى لينين - وكنت رأيته في ذلك الوقت للمرة الأولى - لا يخفره حرس ولا اتباع وأنشأ يتكلم نحو ساعة من الزمن عن واجبات كل روسي وأن كل امرئ يلزمه أن يعمل بمفرده على خدمة البلاد وإعلاء شأنها. وإن حضور لينين هذا المجتمع لهو دليل على مقدار اهتمام القوم بأمر التعليم.
المسارح والفنون الجميلة
أما المسارح فقد أصبحت حقاً عاماً للشعب. وألفت لجان من رجال الدين يساعدها أخريات من سوفيت موسكو ولمراقبتها والاهتمام بأمرها ما عدا مرقصهم الشهير ودار التمثيل في موسكو فقد تركا وشأنهما ولم يغيروا فيهما شيئاً عن ذي قبل. فهناك تمثل الروايات الدوام والفودفيل والأوبرا وتقام المراقص وكل شيء. . . . ولكن الجمهور المشاهد قد تغير!. . فالقوم اليوم يذهبون إلى التمثيل حباً لا كعادة قومية كما كانت الحال قبلاً.
وفي كثير من الليالي يكون للعمال الفرصة الأولى والتفضيل الكلي في توزيع البطاقات (التذاكر) وذلك مع مراعاة حالتهم الاقتصادية. وتوفير أسباب الراحة والسرور لهم. . ويحي سوفيت موسكو حفلات سمر نسائية يحفظون أجورها جداً ليكون المشاهدون أكثر ما