للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

استشرفت إلى لقائه وتطلعت إلى الوقوف على أمره ولكنني لا يمكنني أن أقيمه في مكان أليق من المخدع المذكور.

وفي الساعة نفسها طار إليهم خبر حضور أضياف من أفراد العائلة وهم الأختان المتزوجتان وأخوهما الضابط، وكان معهن أولادهن وكانت الوالدة تسر من رؤية حفيداتها وكان الكل قد شملهم السرور واحتواهم الفرح ثم تجاذبوا أطراف أحاديث مروحة مبهجة ثم إن العروس وليوبولد توجها بعد التحية والسلام ليبحثا عن منزل صديقهما الشيخ الهرم الحزين، وكان يقيم أكثر أيام السنة في الضواحي على بعد فرسخ من المدينة ولكن كان له أيضاً محفوف بحديقة على كثب من باب المدينة وهناك جمعتهما به قذفات الاتفاق وقد وجداه في قهوة كانا قد اتفقا معه على الالتقاء بها ولما حان المساء أتيا به بعد محادثة قصيرة إلى المنزل فتلقته الوالدة بالبشر والحفاوة ووقفت البنات بعيدات عنه وكانت أجاثا خجلة وكانت تتجنب نظراته وتتقيها وعند انتهاء أحادي ثالاستقبال دخلت العروس عليهم فلما أبصرها وضحت على وجهه آيات الفرح الشديد وإنه يحاول جهده أن يحبس قطرة من الدمع متحدرة وقد سر العروس لسروره وحدث بعد ذلك وهما واقفان عند نافذة أن قيض على يده وقال له ما قولك الآن في جوليا الجملة الحسناء؟ أليست هي ملكة من السماء؟

فقال الرجل المسن والانفعال باد عليه إني لم أنظر جمالاً كهذا الجمال الفتان البارع وإني أقول أنها قد بلغت من القسامة والحسن إلى حد أنه يمثل إلى أن عرفتها في أزمان تصرمت وهي وإن كانت غريبة عني فإن صورتها كانت لا تغب عن ناظري وكانت مرسومة أبداً في مخيلتي.

فقل له الشاب إني أفهم مغزى أحاديثك فإن الشيء الصادق الحسن الجليل الفخم عندما يغمر مشاعرنا ويبهر حواسنا يكون على رغم ذلك غير مستغرب في عيوننا كأنه شيء لم نسمع به أو لم ننظره ولكن على العكس من ذلك فإن روحنا الداخلية في ساعات كهذه تصير واضحة لنا وتستيقظ في نفوسنا الذكر الراقدة وتنتبه وجداناتنا الهاجعة.

ولم يشاركهم هذا الغريب في الأحاديث عند تناولهم العشاء وكانت عينه موجهة إلى العروس في لهف واهتمام حتى أربكها بنظراته وأخافها ثم قص الضابط حوادث غزوة كان من أبطالها وأفاض التاجر المتمول في ذكر التجارة وما يتهددها من الأخطار وأخذ المزارع