للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خصصت لأغراض تلك الحركة أن نفذت. وضعف شأن الحزب الأيرلندي المعين في البرلمان. وقامت ثائرة المتطرفين والاشتراكيين، ففقدت نهضة السين فين مكانتها الكبرى التي كانت لها. وذهبت ريحها. فتولى عنها. وتفرق القوم. ولم تعد ندوات السين فين تلفت أنظار الإنسانية والعالم المتحضر - على أن دور النشاط الثاني وعهد الحمية والعمل والسعي، لم يلبث أن أقبل عام ١٩١٣ فظل باقياً مستحراً حتى عام ١٩١٦ وهو دور الأيرلنديين الذين تطوعوا للجندية، ودخلوا في غمار القتال طواعية واختياراً. يومئذٍ لعبت أحزاب السين فين دوراً خطيراً في سبيل الاستقلال. فإنه لما أصبح التصويت للهوم رول أمراً محققاً. قرر أهل ولاية بلفاست أن ينفذوا بالقوة والاقتسار قانون الاستقلال الذاتي ولهذا أنشأوا جيشاً من المتطوعين الالتريين من جراء الحرب الداخلية التي أثارتها الحكومة الوقتية تحت إشراف السير ادوارد كرزون. ثم جمع الاشتراكيون من ناحيتهم كذلك جيشاً آخر من أهل دبلن سموه الجيش المدني وفي الحال أعدوا العدة لتعليمه واستمدوا له الذخيرة واللباس. وجعلوه على الطراز الأخير من فن قيادة الجيوش.

فلما نشبت الحربر الأوربية اقترح جون ردموند على وزارة الحرب الانجليزية أن تحول فرقة الأيرلنديين المتطوعين إلى فرقة مقيمة في انجلترة لا تبرحها لحماية الأرض والدفاع عن الحمى والذمار ولكن اللورد كتشنر قابل المقترح بالرفض استكباراً وأنفة واعتزازاً، فنصح النواب الوطنيون الأيرلنديون لجنود تلك الفرقة ورجالاتها أن يخرجوا من سلكها ويندمجوا في جيش الإمبراطورية التي منحتهم الهوم رول والتي جعلت تقول أنها تدافع عن حرية الشعوب. وكذلك سلك كثيرون أنفسهم في الجيوش المتدفعة إلى الحرب وأسدل الستار يومذاك على الهوم رول إلى أجل مسمى على أن زعماء إيرلندة رأوا أنه قد خدعوا عن أمرهم وأن أيرلندة لم تكن من بين الشعوب التي من أجلها شبت نار الحرب في الغرب لمنحها حريتها، وفك رقبتها من أغلال الاستبداد وأنه خليق بهم أن يكون السعي لتحرير بلادهم في أرضهم والجهاد للحرية فرق ثري وطنهم فأعادوا إنشاء جيشهم الأول ألذي أصبح العالم كله يعرفه باسم جيش السين فين ولم بكن في صفوف ذلك الجيش كثيرون من شيوخ السين فين الأولين، وإنما كان فيهم قلائل من الجمهوريين نخض بالذكر منهم العالم الأيرلندي ماكتيل والأستاذ دي فلبرا ومؤسس جامعة سارت انده ونعني به باتريك بيرس