للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكنزون بثمنه أموالهم، ويملأون خزانتهم، حتى لم تلبث البلاد أن احتوت جمهوراً من المزاعين المترفين المتبلدين المتناسين حركة الاستقلال والعمل للحرية، وكذلك تنازعت المادية والمبادئ الروحية العالية ووقعت بينهما الحرب. ونشب الخلاف وتركت مقاليد النهضة السياسية في أيدي قوم من أهل الصناعة وقصروا سعيهم على طلب الهوم رول حتى ذهبت الطنون إلى أن جماهير الشعب الايرلندي لا تجد روحاً إلى الاستقلال ولا نميل بقلوبها إلى طلاب تحقيق النهضة، وفي الحقيقة لم يتبع الحزب البرلماني من أهل ايرلندة المبادئ كلها التي كان يسعى إلى تحقيقها جملة لشعب ولم يرعوا حق تلك الرغبة الايرلندية في وستمنستر وفي مقاعد أهل البرلمان من الايرلنديين كماليتها السماوية والروحانية العالية التي تتجلى من ناحيتها في بلادها، والإلهية التي تشع على الناس من سماء كلمة الحرية الجميلة ولم يلبث أن عدت مبادئ الكاتب الأول، والجبدي الحي الآنف آرثر جريفيس، واضع أساس النهضة، وراسم خطة السعي - مبادئ طوينية خيالية، وأمثلة عليا لا سبيل إلى بلوغها.

على أنه في اليوم الثامن والعشرين من شهر نوفمبر عام ١٩٠٥ انتدبت طائفة صغيرة من زعماء الوطنية الايرلندية وألفت المجلس الأهلي وطلبت إلى جريفيس أن يضع البرنامج الوطني الذي ينبغي العمل على إنفاذه ورسم الخطة العملية الخليقة بالتحقيق فقام الرجل بإلقاء مباحث ومحاضرات عن ذلك وكانت كلمة سياسة السين فين أول ما ظهرت على شفتيه، وجرت في مباحثه.

ولم تكن تلك الندوة يوماً من الأيام منذ نشأتها الأولى جمعية سرية، أو شرذمة من الناس يعملون في الظلام وتحت أستار الدسائس. بل كانت تتألف من أندية صغيرة منتشرة في جميع أطراف أيرلندة. مفتحة أبوابها للقصاد. مجاهرة بمبادئها وأغراضها. معلنة مقاصدها ومساعيها. وكانت كلها تحت اسم واحد وهو ندوات السن فين وما كاد يحل عام ١٩٠٧ حتى كان منها في أيرلندة كلها سبعون نادياً ولم تلبث صحيفة الأيرلندي المتحد التي مر بك ذكرها أن غيرت اسمها فراحت تنادي في ذلك الوطن الملتهب لمعنى الحرية صحيفة السين فين وأضحت يومية سيارة عدة أشهر في عام ١٩٠٩ واجتمعت نية الوطنيين على إصدار طوابع للبريد خاصة بأيرلندة مختلفة عن الطابع البريطاني. ولكن لم تلبث الأموال التي