للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المادية والجملة الآتية من مقدمة الكتاب تدل دلالة بينة على فحوى الكتاب ومرماه. وهي لقد استطعنا مرات عديدة إذ نقدر أنه قد يخرج من جسم الواسطة بسبب عملية بيولوجية مجهولة مادة تكون في أول أمرها نصف سيالة وتتضمن بعض خصائص المواد الحية التي أهمها القدرة على التغير والحركة واتخاذ أشكال محدودة ثم أضاف إلى ذلك قوله وقد كان للإنسان أن يكذب هذه الحقائق لو لم تقم على صحتها الأدلة الدامغة مئات المرات أثناء التجارب الدقيقة تحت شروط مختلفة متنوعة محكمة مضبوطة فهل بعد ذلك مصداق على صحة دعاوى أولئك الروحانيين المتقدمين الذين لبثوا جيلين عرضة لاستهزاء العالم صابرين متجلدين لسهام ضحكهم وسخريتهم؟ وقد ختم شرنكتوتزنج مقدمته الجليلة بتشجيع زميلته واستنهاض همتها حيث قال: لا تنكلي ولا تنكصي عما قد نهجته لنفسك من تلك السبيل الوعرة المعتاصة المؤدية إلى فتح جديد في معترك الجهاد العلمي المفضية إلى مملكة مستحدثة في عالم العلوم بأن تجعلي سبيلاً عليك إلى تثبيط الحمقى المعاندين ومطاعن الجبناء المشاغبين ومغالطات المقسطين المكابرين ولكن امعني في منهاجك الذي افترعته وأوغلي في سبيلك الذي شققته ولا تزالي ذاكرة؟؟؟ العلامة فارادي حيث قال: لا يصح أن يقال عن شئ مهما بلغ من غرابته: هذا أغرب من أن يكون حقاً.

أما طريقة إجراء هذه التجارب المدهشة فقد كانت كما يأتي: كانت تؤخذ كل الاحتياطات الممكنة ضد التزوير والتدليس. فكانت المدام بيسون تحفظ مفتاح غرفة الحفلة في جيبها وكانت حواء الواسطة تضطر إلى تبديل ثيابها بثياب أخرى حينما تكون، وجودة في هذه الغرفة ثم تعود إلى ثيابها الأصلية بعد خروجها منها.

وكان يجري عليها الفحص الطبي على أيدي جماعة من مهرة ألأطباء. وبعد ذلك كان الضوء الذي بالغرفة يأخذ بالازدياد تدريجياً حتى يستكمل بها ستة مصابيح قوية حمراء والأحمر هو - كشأنه في الفوتوغرافيا_اللون الوحيد الصالح لتلك التجارب. وأهم ما في هذه الاحتياطات أنه كان يوجه إلى حواء المذكورة من جميع اتجاهات الغرفة عدة آلات مصورة (فوتوغرافيات) - وقد بلغ هذا العدد ثمانية في المرة الأخيرة فتسلط عليها بحيث أنها لا تغفل أدنى حركة من حركات الوسيطة حواء إلا سجلتها وقيدتها. وقد بلغ عدد ما تجمع من هذه الصور وظهر في الكتاب الآنف الذكر ٢٠٠ فوتوغرافاً. وقد استمرت هذه